الاقتصاد
ريموند شيفلر : استهلاك السكر بكميات كبيرة يؤدي لظهور العديد من عوامل الخطر
نجاة الغامدي _ الرياض
أكد السيد ريموند شيفلر مديرالتطوير في شركة “Novel Foods” أنه يمكن أن يؤدي استهلاك السكر المضاف بكميات كبيرة إلى ظهور العديد من عوامل الخطر مثل السمنة التي يمكن أن تؤدي إلى مرض السكري وأمراض القلب وتلف الكبد والكلى وبعض أنواع السرطان أيضاً.
وقال شيلفر في حديث لوسائل الاعلام:” لقد أظهرت دراسة مهمة وجود صلة كبيرة بين الاستهلاك المفرط للسكر والموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة أمراض القلب. فخلال الدراسة، كان المشاركون الذين تناولوا السكر بنسبة تصل إلى 21٪ من السعرات الحرارية أكثر عرضة للوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين تناولوه بنسبة 8٪ فقط من السعرات الحرارية.
وأضاف :” إن الإفراط في تناول السكر مشكلة حقيقية وخطر على صحة الفرد”
استهلاك مفرط
وحول تفسيره لحجم هذه المشكلة، رد شيلفر بالقول:” الاستهلاك المفرط للسكر المضاف على وجه التحديد، يمكن أن يسبب السمنة التي يمكن أن تؤدي إلى مرض السكري، وهو مشكلة صحية عالمية. وهو أكثر وضوحاً في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يعاني 16.3٪ من السكان البالغين من مرض السكري، والذي ثبت أن سببه الرئيسي هو اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة السكرية”.
وأضاف:” من ناحية أخرى، يفرض السكر المزيد من عوامل الخطر ليس فقط على صحة الأفراد وحياتهم، ولكن له أيضاً تأثير سلبي على البيئة بسبب الاستخدام الواسع النطاق للمواد الكيميائية الزراعية التي تلوث المياه وتسبب تلوث الهواء؛ ونتيجة لذلك تسبب الضرر للحياة البرية والتربة والهواء والماء والنظم البيئية جميعها”.
أنواع السكر المختلفة
واستعرض شيلفر أنواع السكر المختلفة، قائلاً:”هناك 3 أنواع رئيسية، السكر المكرر، وهو الشكل الأكثر استخداماً ومعروفاً من السكر، والسكر الطبيعي، والذي يمكن أن تجده في الطعام على شكل جلوكوز أو فركتوز، وأخيراً المحليات الصناعية غير المغذية.
والسكر هو أحد المكونات التي تولد الطاقة من خلال تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز في الجسم، ويمكن فهم الخطر الذي يسببه السكر إذا نظرنا إلى آلية تصنيعه، وما هي المواد الكيميائية التي يتضمنها، ومن خلال مراقبة كمية استهلاكه.
وتابع بالقول:” تتم معالجة بنجر السكر لاستخراج السكر وصنع السكر المكرر، ويعتبر السكروز، وهو مركب مكون من الجلوكوز والفركتوز، أكثر أشكال السكر المكرر شهرة، وخلال هذه العملية يفقد السكر معظم العناصر الغذائية والألياف المفيدة، وهذا هو السكر الذي يستخدمه معظمنا خلال روتيننا اليومي.
وأضاف شيلفر:” المحليات الطبيعية هي السكريات التي يمكن أن تجدها في الفواكه وأنواع مختلفة من الطعام. الجلوكوز والفركتوز، الموجودان في الفاكهة، هما النوعان الرئيسيان من المحليات الطبيعية، والمحليات الطبيعية مفيدة للصحة وتقلل من التأثير الضار على الجسم، ومع ذلك، فإن الحفاظ على نسب معتدلة من الاستهلاك لا يزال إلزامياً لتجنب زيادة الوزن.
وقال:” من ناحية أخرى، المحليات الصناعية هي المحليات غير المغذية، وقد تم تحفيز الكثيرين على استخدام المحليات الصناعية لأنها تحتوي على سعرات حرارية أقل ولها آثار جانبية أقل سلبية، ومع ذلك، نظراً لأن المحليات الصناعية هي عبارة عن سكريات معدلة كيميائياً، فهناك عواقب وخيمة لاستهلاكها بما في ذلك زيادة الشهية ومخاطر الإصابة بالسرطان وصحة الأمعاء ويمكن أيضاً أن تسبب الصداع، بالإضافة إلى أن المحليات الصناعية لا تحتوي على أي مواد غذائية وبالتالي لا تؤثر على صحة الجسم بشكل إيجابي إذا ما قورنت بالسكريات الطبيعية”.
تجنب المخاطر
وعن انسب الطرق لتجنب المخاطر التي يفرضها السكر على صحتنا، أجاب شيلفر:”يجب على المرء مراقبة تناول السكر واتخاذ خيارات غذائية أفضل، فقد أظهرت الدراسات أن كل شخص يجب ألا يتجاوز استهلاكه لأكثر من 10٪ من إجمالي السعرات الحرارية من السكر المضاف، ويفضل أن يستهلك أقل من ذلك”.
وأضاف:” من المهم أيضاً ملاحظة أن السكر موجود في العديد من المنتجات، بما في ذلك المشروبات المحلاة بالسكر واللبن والصلصات وغيرها الكثير، لذلك أشجع الجميع على اختيار طعامهم بطريقة واعية والحد من استهلاك السكر في نظامهم الغذائي”.
وأختتم بالقول:” الخبر السار هو أن العلماء والباحثين يحاولون إيجاد بديل صحي للسكر يمكن استخدامه بسهولة في العديد من المنتجات الغذائية ويكون مفيداً لحياة الفرد وصحته”.