المحليات

أرامكو السعودية تحقق قفزة رقمية عبر سوق المشتريات الإلكترونية المتطورة

 

 

الظهران- نجاة الغامدي

تواصل شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية) ، تبنّي تقنيات العصر الرقمي من خلال تدشين منظومة إمداد وشراء رقمية، حيث يُمكّنها برنامج التحوّل الرقمي من الاستفادة من التطورات الكبيرة في التقنية الرقمية لتوفير الطاقة في المستقبل بصورة أكثر استدامة وكفاءة وسلامة .
وفي ظل ما يشهده العالم من موجة من التقدم التقني السريع الذي يطمس الحدود بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية، تعمل الثورة الصناعية الرابعة على تشكيل جميع نواحي الحياة بما في ذلك الحوسبة السحابية والربط بين أجهزة الهواتف الجوالة والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وفي هذا الإطار، تضافرت جهود دائرة المشتريات وإدارة منظومة الإمداد، ودائرة تقنية المعلومات بشركة أرامكو لتقديم أول حلٍّ سحابي داخل المملكة، وتقديم تعاون رقمي مع الموردين ككل ، حيث من المتوقع أن يُسهم الحل السحابي الجديد في تعزيز تحسين المخزون، وتحليلات إدارة الموردين، ومراقبة المخاطر، وطرح العطاءات إلكترونيًا، ومهمات إدارة المقاولات.
وأوضح نائب الرئيس لتقنية المعلومات في أرامكو السعودية يوسف العليان أن من الأهداف الرئيسة أن تصبح أرامكو إحدى الشركات الرائدة على مستوى العالم في استخدام التقنيات الرقمية في مجال الطاقة، وتعزيز القيمة للمساهمين، وتحقيق الريادة في الابتكار الرقمي بقطاع الطاقة عالميًا ، وتمثّل رقمنة عمليات منظومة الإمداد إحدى الخطوات الرئيسة في مسيرة التحوّل الرقمي .
وقال: ” ومع تطبيق السوق الإلكترونية، وهو الأول من نوعه في المنطقة الذي تستضيفه منصّة سحابية محلية، ستصبح الشركة أحد الروّاد في العالم الرقمي عبر منظومة إمداد متطورة ترتكز إلى أفضل سلسلة عمليات”.
فيما أكد نائب الرئيس للمشتريات وإدارة منظومة الإمداد في أرامكو السعودية محمد الشمري أنه مع استمرار تعزيز مكانة الشركة على المستوى العالمي، أصبح من الضروري أن تكون هناك حلول تقنية تدعم مسيرة الشركة ، وقال: ” إن تطبيق السوق الإلكترونية، وهو أحد الحلول السحابية، ليس سوى الخطوة الأولى لرقمنة منظومة الإمداد لدينا ومواصلة تطورنا كإحدى الشركات الرائدة ليس فقط في المملكة بل في المنطقة”.
وأفاد أن الحل يتمثل في وجود منصة تعاونية إلكترونية للسوق الإلكترونية لتعزيز التجارة بين شركاء الأعمال ، وفي الوقت نفسه خدمة المملكة بأكملها، وتوفير القدرات الرقمية الأساسية في جميع مفاصل منظومة الإمداد ، مبينا أن السوق الإلكترونية في أرامكو السعودية تستخدم العديد من برامج ” ساب أريبا ” الرائدة في هذا القطاع ، ومنها إدارة دورة خدمات المورد وأدائه، وإدارة التوريد والمقاولات، ووضوح الإنفاق، وشفافية معلومات المخزون لدى المورِّدين، وإدارة مخاطر المورِّدين .
وقال: ” أسهمت أدوات السوق الإلكترونية للتعاون عن بُعد، وهي التي تربط بين ممثّلي أرامكو السعودية ومورديها ومقاوليها ومصنعيها، في تخفيف التأثيرات السلبية على عمليات الشراء الحساسة ، وتجلّى هذا التعاون عندما أسهمت الخصائص الرقمية للسوق الإلكترونية في سد الفجوات عندما لم يتمكّن كثير من موظفي المشتريات وموظفي الموردين من الحضور للمكاتب بسبب الإغلاق ” .
بدوره، قال المدير العام للبنية التحتية لتقنية المعلومات في أرامكو السعودية أحمد الشيخ: “قدمت هذه المبادرة الإستراتيجية حلًا مبتكرًا للشراء من خلال التقنيات السحابية بحيث يتيح تقديم العطاءات إلكترونيًا بأمان، وعززت كفاءة سلسلة الإمداد على مستوى الشركة بأكملها وعلى مستوى المكاتب الدولية ، وتُعد السوق الإلكترونية استمرارًا لإستراتيجية تقنية المعلومات في أرامكو السعودية في التعاون من أجل الابتكار مع الجهات الرائدة في مجال التقنية لتطبيق رؤية التحوّل الرقمي في أرامكو السعودية وتوطين التقنية”.
وأفاد أن أرامكو السعودية عملت عن قرب مع “ساب أريبا” لوضع نموذج رسمي للحوكمة طوال الجدول الزمني للتسليم ، وتضمّن نموذج الحوكمة لقاءات مجدولة مع مهندسي ساب ، وعروضًا توضيحية منتظمة لشرح المهمات المقترحة في المراحل الرئيسة بما في ذلك واجهة المستخدم، وتطوير نظام “ساب أريبا”، والجاهزية للدمج، إضافةً إلى زيارات للموقع لتقديم عرض عملي عن الجاهزية.
من جانبه، أبان المدير العام للمشتريات في أرامكو السعودية سالم الهريش أنه كان من الضروري لنجاح المشروع أن يتم التعاون بشكل وثيق مع برنامج “ساب”، وقد ساعد الالتزام الدؤوب بالحوكمة في تمكين المشروع من التحرك بسرعة ونجاحه خلال دورته الزمنية ، وقال: ” جرى تبنّي نهج تعاوني لمراحل التصميم والاختبار والتشغيل التجريبي للسوق الإلكترونية ،وكانت كل مرحلة فريدة، حيث تطلبت من جميع المشاركين القدرة على التكيّف وامتلاك مجموعة من المهارات المختلفة ، ونظرًا للطبيعة الرائدة والمعقدة لتشغيل السوق الإلكترونية، كان التفكير “غير التقليدي” عنصرًا رئيسًا في كل مرحلة من مراحل المشروع، بدايةً من تحديد المتطلبات الوظيفية والفنية وصياغة الشروط التعاقدية.
وتجسّد التحدّي في حقيقة أن أرامكو السعودية كانت في وضعٍ فريد في العديد من المجالات التي تضمنت حصول برنامج ساب على تحسينات متعددة وإعطاء الأولوية لها لتعزيز الحل السحابي، والاستفادة المنهجية من قاعدة الإمداد المحلية والتوافق مع برامج رؤية المملكة 2030، وبرنامج “اتزان”، وبرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)، وتعزيز المحتوى المحلي عبر إتاحة فرص تسويقية جديدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتسريع تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية بهدف إيجاد فرص عمل مهنية مستدامة.
فيما أوضح مدير إدارة التطبيقات في أرامكو السعودية عبدالعزيز الشافي أن أرامكو السعودية بدأت في تحقيق فوائد كبيرة من تشغيل السوق الإلكترونية، وعلى رأسها كفاءة عمليات الشراء، وقد أسهم هذا الحل في توحيد عمليات الشراء ورقمنتها بالكامل، إضافةً إلى إمكانية الاطلاع على المخزون الداخلي والخارجي بصورة آنية، وقد أدّى هذا إلى تحسين زمن دورة الشراء بنسبة 30%، وتمكين أرامكو السعودية من التعاون مع أكثر من 20 ألف مورّد يستخدمون منصّة رقمية واحدة .
وتتطلع أرامكو السعودية إلى توسيع منصّة السوق الإلكترونية وقدراتها التحويلية لتشمل شركاء أرامكو السعودية في المشاريع المشتركة، والشركات المحلية والهيئات الحكومية.
وبالتوافق مع برنامج “اتزان” في المملكة، الذي من شأنه أن يوفر قدرًا أكبر من الكفاءة في أعمال الشراء، ستُسهم السوق الإلكترونية في تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال زيادة الكفاءة وسهولة ممارسة الأعمال، وتُشير الأهداف الأولية المحددة للسوق الإلكترونية إلى أن زيادة الأعمال التجارية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ستؤدي لزيادة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 20% إلى 35% في عام 2021م، وزيادة توطين الوظائف في القطاع الخاص في الوقت نفسه، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.

مقالات ذات صلة

إغلاق