المحليات
الفنانة التشكيليةدلال حمدي في ضيافة صحفية نور الاخبارية
حوار إبراهيم النعمي
ضمن سلسلة لقاءاتنا وحواراتنا مع نخبة من المتميزين والمبدعين في مجتمعنا المحلي يسرنا أن نلتقي اليوم مع الفنانة التشكيلية الأستاذة دلال حمدي
س: عرفينا بسيرتك الذاتية المولد والنشأة والدراسة والعمل؟
أولا مرحبا بك أستاذ إبراهيم النعمي، يسعدني أن أكون في ضيافة نور الاخبارية المميزة وشاكرة لكم..
دلال حُمدي من مواليد السعودية تحديدًا جازان .
س: إلى أي مدرسة فنية تنتمين؟
لطالما أحببت جميع المدارس لأن لكل مدرسة وفن رونقه الخاص وفلسفته الخاصة، ولكن أحببت كثيرا الواقعية.
س: ماهي أول لوحة لك؟
كنت أحب كثيرا الرسم في دفتري والأوراق التي أجدها أمامي، ولا أنسى تلك الرسمة التي أتوقع أننا جميعًا رسمناها وهي الشمس التي تكن في زاوية، والجبال، وتلك السحب الزرقاء، هي تلك الرسمة التي جعلتني أبحر في عالم الفن بعد ذلك، وأطلق العنان لشغفي وحبي لعالم الرسم، فإن كانت للوحةٍ فضل علي فهي تلك الورقة التي كنت أرسم فيها تلك الرسمة بألواني البسيطة..
س: كيف تتعاملين مع الألوان لتساهم بجمالية لوحاتك؟
قلم الرصاص لون، وقد يكون واحدًا من أجمل الألوان وأحبها إلي، جرب أن تمزج كل الألوان مع بعضها البعض غالبًا ستجد اللون الأسود يطغى على غيره، لذلك اللوحات التي أرسمها لنفسي كثيرا ما أرسمها بالرصاص،فتجدني احب الالوان الى قلبي هو اللون الرمادي
ومع ذلك فالألوان نبض الحياة للوحة، وفلسفتي دائما في اختيار الألوان هي: البساطة.
س: هل وصلت الفنانة التشكيلية لدينا إلى المكانة التي تليق بها؟
الإنسان دائمًا يسعى إلى الأفضل ومن ظنَّ أنه وصل إلى نقطة النهاية فقد فشل! لأن الشغف لا نهاية له، وكلما وصل الإنسان إلى درجة معينة من النجاح يجب عليه أن يطمح لما بعدها، وأنا طموحي عالٍ جدًّا وبإذن الله أنا ماضيةٌ في تحقيق طموحاتي كلها ..
س: ما هو جديدك بالضبط؟
لوحات الرسام مثل أبنائه، يعتني بهم ويرى أنهم لم يكبروا مهما طال الزمن، لوحاتي حتى لو رآها غيري مكتملة لكنها تظل محل عنايتي في كل وقت، لذلك كثير من اللوحات لا أخرجها للعلن رغم اكتمالها من منظور معين، لكن لا زلت أُضيف إليها، لكن يمكنني أن أقول أن آخر اللوحات التي رسمتها هي:
الحاجة.
لوحة الخيل.
س: هل الفن التشكيلي فرشاة وألوان ولوحة؟
الفن التشكيلي روح وشغف وحب، ومشاعر فياضة داخل النفس، وخيال واسع يسبح فيه الإنسان، وموجٌ من المعاني لا يمكن للفنان أن يحبسه داخله فيطلق بعضه بفرشاته وألوانه، لذلك دائما ما أنظر إلى أهل الفن بأنهم مبدعون، وأن قلوبهم مليئة بالأحاسيس والمشاعر والخيال لدرجة أنها تفيض عبر أنامله إلى اللوحة التي أمامه.
والفنان يعيش في عالم خاص قد لا يراه غيره، عالم في داخله مليء بالأحاسيس والمشاعر؛ لذلك الفنان لا يمكنه أن يتوقف، سواء جلس في مقهى، أو على البحر، أو حتى في زاوية غرفته، ستجده يرسم تلقائيا على أي شيء، لأنه دائما يعبر عمَّا بداخله عبر الفن.
س: هل الفن يساهم في إيصال فكرة معنوية للجميع عبر لوحة؟
بالتأكيد، اللوحة توصل ما لا توصله كتب بأكملها، اللوحة قد تختزل معاني يشعر بها كل البشر لكن الفنان استطاع أن يحبس صورة تلك المعاني في هذه اللوحة، لذلك نجد الإنسان أحيانا يجد لوحة أمامه فتفيض في قلبه كل المشاعر والأحاسيس والذكريات ويتذكر أشياء كثيرة من مجرد رؤيته لتلك اللوحة لأنها ليست مجرد لوحة، بل هي معاني ومشاعر يضعها الفنان في لوحته وتلامس قلوب الناس.
س: كيف تعبر المرأة عن نفسها عبر الفرشاة؟
المرأة دائما قوية، وهي جزء لا يتجزأ من الكون، والبشرية، والوطن، ومع ذلك فهي أقرب إلى الرحمة والعاطفة مع العقل والخيال الأوسع، ويمكنها أن تضع ذلك كله في لوحاتها.
س: ما هي اللوحة التي يقف أمامها الجميع ليشاهدها بإعجاب من وجهة نظرك؟
اللوحات والإعجاب بها يختلف من مكان لآخر، ومن زمان لآخر، ويخضع للحالة النفسية للمشاهد، فنجد من ينظر إلى لوحة معينة وهو يحمل ذكريات حول المعاني التي فيها فيعجب جدا بها ولو كانت فنيًّا ليست مثل غيرها بل أقل منها، لكن لأن مشاعر الإنسان مرتبطة بها فإنه يُعجب بها، الأمر أقرب ما يكون إلى الروايات، هل هناك رواية يتفق عليها جميع الناس؟ الاختلاف في الإعجاب جزء من تطور الفن عبر العصور؛ لذلك بدلًا من أن أجيب عن: ماهي اللوحة التي يقف أمامها الجميع ليشاهدها بإعجاب؟
سأجيب عن: هل هناك لوحة واحدة سيعجب بها كل الناس؟
وأقول: لا.
حتى اللوحات القديمة المشهورة كالموناليزا، وليلة النجوم، والعشاء الأخير، والصرخة، جربوا أن تجردوها من تاريخها وما تحمله من دلالات عاشها دافنشي أو فان جوخ أو غيره ثم قدموها لمن لا يعرفها، سنجد أنهم يختلفون في الإعجاب بها، فالاختلاف جزء أصيل من تطور الفن لا يمكننا أن نتخلى عنه.
س: هل هناك طقوس خاصة حتى تكتمل لوحة تشكيلية مميزة؟
بلا شك، وكل شخص له طقوسه الخاصة، وقد تكون غريبة بعض الشيء، أذكر أني قرأت مرة كتابا لطيفا بعنوان: “طقوس الروائيين” وكان عالمًا غريبا، هناك من يقفل هاتفه، وهناك من يدخل كوخًا لا يخرج منه لأحد، وهناك من لا يستطيع الكتابة إلا وسط جو صاخب! وعلى كل حال فالفنان له طقوسه الخاصة في الرسم، وأنا متأكدة أنه حتى من يخبر بطقوسه لعامة الناس فإنه لا يقول كل طقوسه، هناك طقوس خاصة جدا لا يعلم عنها أحد ولا يجب أن يعلمها.
س: هل الرسم بالنسبة لك هواية أم حرفة؟
الرسم بالنسبة لي حب، ونظرة للحياة، وكل المعاني الأخرى تأتي بعد هذين المعنيين.
س: أقرب لوحة لك ولوحة أخذت مكانة خاصة ومميزة في حياتك؟
أكرر مرة أخرى أن اللوحات أبناء للرسام، كلها غالية وثمينة، وإن كان لبعض الأبناء ميزة خاصة أو تفضيل خاص في القلب فكذلك اللوحات، وأستطيع أن أقول: إن أقرب لوحة لقلبي هي: رسمة الطفلة، وكذا الشايب المخربط. واللوحة التي لها مكانة مميزة في قلبي هي: أي لوحة تتعلق بالدولة واليوم الوطني اذكريها.
س: هل الفنانة التشكيلية لدينا أخذت مكانها في الوسط الفني؟
المكانة في الوسط الفني نسبية، لأن القلة والكثرة لها دور، مثل أن أقول: هل المغنية السعودية أخذت مكانها في الوسط الفني؟ الجواب يبقى نسبيًّا حسب الزاوية التي ينظر منها الإنسان، لكن بشكل مجمل ومن وجهة نظري أستطيع أن أقول: نعم، الفنانة التشكيلة لدينا لها مكانة جيدة واستطاعت أن تفرض نفسها بفنها.
س: حدثينا عن أحلامك المستقبلية كفنانة تشكيلية؟
الإنسان لا يتوقف عن الأحلام، الأحلام كثيرة، والأماني كبيرة، ولعل الله ييسر تحقيقها، منها مثلًا: إقامة معرض خاص بلوحاتي، ومنها: المشاركة في عمل فني حكومي عالمي بحيث تكون لي بصمة واضحة في خدمة وطني.
س: كلمة للإعلام والإعلاميين؟
باختصار: أنتم جزء كبير من موجهي المجتمع، والأمانة على عاتقكم كبيرة، لأن معظم الناس يثقون بكم ويتبعون ما تقولونه، وينبغي للإعلاميين أن يتحلوا بالصدق والمصداقية وهذا يكفيهم.
كما أن الإعلام والإعلاميين هم واجهة المملكة، المملكة اليوم قائمة على نهضة كبيرة، والإعلام ينقل هذه النهضة لشعب المملكة وخارجها، ويجب علينا جميعا أن نكون جنود هذا الوطن.
س: ممكن نشاهد بعضًا من أعمالك الفنية؟
بكل سرور: