المقالات

لماذا يفشل الأخيار و ينجح الاشرار؟؟

 

صموئيل نبيل أديب

ببساطه.. لأننا لا نساعد الأخيار.. نحن نقف نتفرج عليهم لأننا من كثرة تقوانا المزيفة نقول: إن الله سيساعدهم…فنقف في موقف المتفرجين…
بينما الأشرار يجتمعون عصبة.. و الكثرة تفوز…
نتناسى أحياناً كثيرة ” أن المؤمنين إخوة”…و
نتبع مبدأ ” ابعد عن الشر و غنيله”.. و لا نتذكر مقولة ” انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا” إلا عندما يطالنا الشر… نصرخ من الألم، ونبحث عمّن ينجدُنا. و لكن كما تركْنا الآخرين في محنتهم ، يتركنا الآخرون أيضا ونشرب من الكأس نفسه. …
لا نعرف إلا التعصب لمسمّى الدين. و نفتخر بشهدائنا الذين ماتوا محبة في الدين و دفاعاً عنه .. و لكن لو سألت من مستعد أن يدافع عن المظلوم ضد الظالم؟ فستجد الإجابة لا أحد … كما لو أن التديّن لا علاقة له بالدفاع عن المظلوم..

شعارنا( الله رحيم ) دون أن نرحم نحن الآخرين.. و الله أعلم بالإنسان الذي في المحنة، وهو القادر على مساعدته لا نحن!!!…

فالمدير لا يدافع عن موظف مظلوم إذا ما ثار عليه صاحب المال.. بل يكتفي بالمداهنة، و ويرى نفسه قد ناصر المظلوم عندما يخفف العقوبة من الرفد إلى مجرد خصم بضعة أيام… واذا ما سألته لماذا لم يدافع عن العامل الفقير ؟ . . تجده يخبرك أن الوقوف في وجه صاحب المال كناطح الصخرة. و الأفضل المداهنة..
ولو تساءلت أنت : وأين الحق و الحقيقة وقول الحق ولو على رقبة المؤمن؟ …فالجواب جاهز (يا سيدي ما تدقش.. ولا عايزني اترفد معاه)..

و يقف رجل القانون عاجزاً عن إثبات حادثة تصادم بين سيارتين، لأن أحد السائقين مُدرّس بينما الآخر (متريش من عَليةَ القوم ) لتخرج كلمات من جمالها، تبكي العيون مثل(المسامح كريم.. قدر و لطف، و اللي يجي في الصاج أمره هين) ..
ولكن أين الحق الذي ستكتبه الملائكة علينا يوم القيامة؟ …ويأتيك الرد العجيب : (لأ ..معلش هو انا اللي ظلمته.. ده وضع البلد و الدنيا كده.. .وخلقناكم فوق بعض درجات.. . وأنا العبد المأمور …).

كما لو كلنا عبيد مأمورون في السكوت عن الحق…لا مأمورين بالدفاع عنه…

و تحضرني هنا قصة فيلم قدمها التليفزيون المصري في الستينات كان بطلها فريد شوقي في دور شاهد زور يعمل في قضايا حوادث السيارات، ليشهد بعد حلف اليمين أن السائق طاهر بريء، و أن المتسبب في الحادثة هو المصاب نفسه الذي عبر الشارع في الوقت الخطأ.. . بل و يحضر معه صديقه لتأكيد الشهادة. !!.. ليكسبا المئات من القضايا بالزور.. … حتى جاء اليوم الذي صدمت به سيارة ابن ” فريد” الوحيد فيتوفَّى.. . ليهرع وقتها إلى قسم الشرطة مطالبًا بحق ابنه ليكتشف أن المتهم خرج براءة بفضل شهادة زميله.. فيصرخ في زميله ( الواد ده ابني) فيخبره زميلة.. ( ما اللي ماتوا كانوا ولاد ناس برضه).. و كانت براعة القصة ليست في اظهار أن ( الدنيا دواره) و لكن لأنها أظهرت أن المخطئ ينجو في وجود أكثر من شاهد زور.. . بينما المصاب المسكين لا يجد من يشهد معه بالرغم من تركيز المخرج على أن معظم الحوادث تمت في ميادين عامة حيث الناس المجتمعة ….
فالشهود كثيرون.. و لكن أحفاد المؤمنين قليلون.. غافلون عن
قوله تعالى : {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ،وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} .و . يتناسَون ان (فَمَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنًا وَلاَ يَعْمَلُ، فَذلِكَ خَطِيَّةٌ لَهُ.” (يع 4: 17)

 

مقالات ذات صلة

إغلاق