بقلم : سعادة الأستاذ / عبدالله بن عبدالرحمن الجميح
إن من الوفاء خدمة للوطن ، لأن الوطن مصدر فخر واعتزاز للإنسان .
إن لكل أمة في ماضيها حوادث بارزة ، ومواقف مشرقة، وعلى هذا أصبحت الذكرى ٢٢ من فبراير من أبزر حوادث الإنسانية في بناء الدولة السعودية الأولى على يد الإمام الصالح المصلح محمد بن سعود رحمه الله
لقد استطاع الإمام محمد بن سعود – رحمه الله -في منتصف عام ١١٣٩هـ الموافق لشهر فبراير من عام ١٧٢٧م أن يثبت دعائم السعودية الأولى بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة ، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها قبل ثلاثة قرون ، واستمرت إلى عام ١٢٣٣هـ الموافق ١٨١٨م .
اتخذت الدولة السعودية الدولة السعودية الدرعية عاصمة لها ، وجعلت القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأرست قواعد الأمن والامان في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار .
شهدت الدولة السعودية الأولى تنظيم الموارد الاقتصادية ، والتفكير في المستقبل .
وقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي العلم والتأليف الذي كان سائدا في وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ .
ومن أبرز العلماء الذين شهدت لفضلهم الدرعية الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله- بعد ماوقف الإمام محمد بن سعود بنصرته والوقوف معه في تبليغ رسالة التوحيد بالحكمة والاخلاص ثم الصرامة تجاه أعداء التوحيد .
والمملكة العربية السعودية اعترفت بجهود الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى فأسست من بين جامعاتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ليبقى اسمه وانجازاته عبر التاريخ.
اذاكان الملك عبدالعزيز أل سعود – رحمه الله – جدد مسيرة آبائه وأجداده في بناء الوطن وخدمته ، وتحريره من قبضة الظالمين وقطاع الطرق فإنه في اليوم ١٧ من جمادى الاولى عام ١٣٥١هـ الموافق ٢٣ من سبتمبر ١٩٣٢م أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية بعد أحداث تاريخية استمرت ثلاثين عاما ، وهذا العهد هو بداية الدولة السعودية الثالثة ليأتي أبناء الملك عبد العزيز من بعده ليقودوا قافلة الخير والعطاء في إكمال مسيرة أبيهم وهم الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ثم اليوم إلى سلمان الخير مع سمو ولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان حفظهما الله .
وفي هذا العهد الميمون نشهد انجازات كثيرة تحققت في المملكة تحت رؤية ٢٠٣٠م لسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان يشهد لها القاصي والداني القضاء على البطالة وايجاد فرص عمل للشباب وذلك من خلال دعم حركة السياحة السعودية وغيرها .
ويأتي اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- في تخليد ذكرى القادة المصلحين ، وإنجازاتهم العظيمة بإصدار مرسوم ملكي بموجبه اتخاذ ٢٢من فبراير من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم ( يوم التأسيس )وتصبح إجازة رسمية .
هي السعودية التي استطاعت أن تكون خدمتها للإنسانية بأسرها ، وأن تكون خدمتها للحرمين الشريفين شرف لها ، كل ذلك بما حققه القادة العظام من الإمام محمد بن سعود إلى الملك عبدالعزيز آل سعود رحمهما الله . |