المحليات
رحيل الموسيقار الموجي الصغير آخر رموز الفن الجميل
كتبت ✍️ ريهام طارق
توفي اليوم فجر الجمعة 11من فبراير الجاري2022، الموسيقار الكبير الموجي الصغير، بعد صراع طويل مع مرضى القلب، و قامت معالي وزيرة الثقافة دكتوره إيناس عبد الديم بنعي وفاة الموجي الصغير اليوم، وقدمت العزاء لأسرته داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته، أيضا قام بنعيه نقيب المهن الموسيقية الفنان الكبير هاني شاكر والذي يعتبر رفيق وشريك نجاح للراحل الموجي الصغير والذي قدم مجموعه كبيره من الأغاني من ألحان الموجي الصغير.
و الموسيقار الراحل الموجي الصغير، تميز بشخصية فنية فريده حيث كان يمثل آخر أبناء الجيل الذهبي من الموسيقيين، وأعماله شكلت جزء من الرصيد الإبداعي الموسيقي في الوطن العربي.
اسمه بالكامل الموجي محمد أمين محمد الموجي ولٌقب بالموجي الصغير، ملحن وموزع موسيقي ، ولد في عام 1951 في قريه بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، في أسره فنيه عريقه، فهو نجل الموسيقار الكبير الراحل محمد الموجي، و خاله هو الملحن حلمى أمين رحمه الله، وأيضا الشاعر الراحل عبدالسلام أمين، وعمه هو الملحن إبراهيم رأفت، زوجته الأستاذة غادة عيد ابنة المخرج الكبير عيدعبدالسلام.
سبب تسميته بالموجي الصغير هو أن في بدايه دخوله إلي عالم الفن والموسيقى دخل بإسم محمد الموجي فقال له العندليب الأسمر، أنه سيتم الخلط بين اسمه وإسم والده، فاقترح الصغير أن يأخذ اسم عبد الحليم ليكون اسمه عبد الحليم الموجي، ولكن عبد الحليم حافظ رفض ايضا واقترح أن يكون اسمه الموجي الصغير، وبالفعل أطلق عليه إسم الموجي الصغير وعرف به في الوسط الفني حتي وفاته.
التحق بكلية التربية الموسيقية قسم عود وتخرج منها عام 1980، قدم الموسيقار الموجي الصغير عدد ضخم من الأغاني، ما بين اغاني رومانسيه ووطنيه وادعيه دينيه،
تعامل مع أكبر المطربين في مصر والوطن العربي منهم:”على الحجار، نادية مصطفى، منى عبدالغنى، إيهاب توفيق، محمد الحلو، محمد ثروت، هانى شاكر، أنغام”
بالإضافة إلى العديد من المسلسلات والافلام و مسلسلات الأطفال والفوازير.
وفي الفتره الاخيره تعرض الموسيقار الموجي الصغير إلي ازمه صحيه شديده وبسببها، غاب عن الساحه الفنيه لفتره طويله ، حيث أنه كان يعانى من ضيق في شرايين القلب بحالة متأخرة، يحتاج إلى تركيب صمام من خلال القسطرة، لأنه قد تعرض مؤخرًا إلي جراحة “قلب مفتوح” وكانت حالته لا تحتمل إجراءها مرة أخرى، وكان في حاجه عاجله الي إجراء جراحة في القلب، ولكنه لم يتمكن من إجرائها بسبب تكاليفها الباهظه، آلتي كانت تقدر بمليون جنيه مصري، و لم يتمكن من توفير المبلغ، مما جعله يناشد رئيس الدوله فخامه الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل لإنقاذ حياته، كمواطن مصرى، وحاول نقيب الموسيقيين الفنان هانى شاكر حاول كثيرًا في التوصل إلي حل وخاطب المسؤولين في وزارة الصحة، وجاء خطاب العلاج على نفقة الدولة بالجراحة ولكن حالته الصحيه كانت لا تحتمل ذلك.
وأكد الموسيقار الراحل الموجي الصغير أن الفنان الكبير هانى شاكر تكفل بمصاريف علاجه كامله أثناء قيامه بعمليه “قلب مفتوح”في ازمته الصحيه الأولي، وفي مرضه الأخير قام بتخصيص مبلغا ماليا ضمن تكلفة الجراحة من النقابه.
الجدير بالذكر أن أخر أعمال الموجي الصغير، كانت للمطربه أنغام والمطرب علي الحجار، كما تقلد منصب
رئيس لجنة تحكيم مهرجان الموسيقى للفرانكو في دورته التي كانت تحمل اسم والده “الموجي”
“الاصوات المفضله عند الموجي الصغير”
المطربين المفضلين من الفتره الحاليه للموجي الصغير كان، الفنان الكبير هانى شاكر والمطربة الكبيره أنغام، و من جيل الشباب النجم تامر حسنى.
“تفاصيل أزمته الأخيره مع دوللي شاهين”
وقد واجه مؤخرًا أزمة مع المطربه اللبنانيه دوللى شاهين، عندما قامت بإعاده تقديم اغنيه”يا حلو صبح”، من ألحان والده الموسيقار الكبير محمد الموجي، دون الحصول علي تصريح موافقه منه بذلك، وتقدم بشكوى لجمعية المؤلفين والملحنين لحماية تراث “الموجى” ، ولجأ إلي رفع دعوى قضائية لوقف الأغنية ورفعها من اليوتيوب، وصرح في أحد اللقاءات الصحفيه أنه لا يمانع في إعادة تقديم ألحان والده شرط الحصول على الحقوق وأن يكون الصوت الذي يتغنى بها يستحق ذلك، وهو ما رفضه في غناء دوللى لأغنية “يا حلو صبح” و اعتبره تشويه للحن.
“حرصه علي أحياء ذكري والده محمد الموجي”
حرص الموجي الصغير علي أحياء ذكري والده محمد الموجي، حيث أنه كان يري أن الدوله مقصره في ذلك، مقارنه بتاريخه العظيم، وما قدمه إلي مصر.
وسعي كثيرا أن يكون لوالده تمثال في دار الأوبرا، وطالب أيضا وزارة الثقافة أن تتبنى فكرة، إقامه متحفا لـوالده، حيث كان يمتلك مقتنيات ثمينه خاصه بوالده مثل،العود الخاص به، والنوت الموسيقية التي كتبها، وشرائط بصوته لكل أغانيه التي لحنها، ومن بينها ألحان لم تطرح حتى الآن، و أشرطة لها، ومنها جلسات بصوته مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، و كان يطالب أيضا الدولة بأن توفر له استديو لنقل هذه الشرائط وطرحها للجمهور، وأيضا كان يحتفظ بالعود الخاص بالعندليب عبدالحليم حافظ.
كان الموجي الصغير يستعد مؤخرا من الإنتهاء من كتابه كتاب يكشف فيه عن. تفاصيل حياه والده محمد الموجي منذ ولادته حتى رحيله، وكان يشاركة الكتابه الكاتب محمد المكاوى، لأنه كان قد أجرى حوارات كثيره مع والده الموسيقار محمد الموجي، و استعان في هذا أيضا بمذكرات عمه الذي كتبها عن حياه محمد الموجى،و أكد الصغير أن والده الموسيقار الكبير محمد الموجي طلب منه أنه يكتب قصه حياته، بصدق دون أن يخفي أي حدث من أحداث حياته الخاصة أو الفنيه، وقال الموسيقار الكبير محمد الموجي لنجله الموجي الصغير وقتها: “أنا مش ملاك اكتب عيوبى وميزاتى”.
“الدرس الذي تعلمه الموجي الصغير من والده”
روي قبل ذلك الموسيقار الراحل الموجي الصغير أن أول درس تعلمه من والده الموسيقار محمد الموجي، هو الموجى “التعبير الغنائى”، لأنه أساس التلحين، والذي يعطيك القدره علي التعبير عن الكلمة والحرف من خلال الدراما الخاصة بها، وهذه أهم صفات الملحن الناجح.