المقالات

إحداث نقلة نوعية في المنظومة التعليمية باستخدام الذكاء الاصطناعي

 

 

بقلم: جيفري ألفونسو،

خاض عالمنا مرحلة صعبة خلال العام الماضي نتيجة لتفشي جائحة كوفيد-19 التي طالت تداعياتها معظم القطاعات. وفي حين أدت الانعكاسات الأولية لهذه الأزمة إلى زعزعة قطاع التعليم، إلا أن المدارس والمعلمين سارعوا جميعاً لتكييف الأنشطة التعليمية بصورة تنسجم مع البيئة الافتراضية البديلة، في ظل تدابير إغلاق المدارس التي تم تطبيقها في 190 دولة حول العالم وما حملته من تأثيرات سلبية بالغة طالت أكثر من 1.5 مليار طالب بحسب تقديرات منظمة اليونسكو. ولم تكن تلك المرحلة الانتقالية خالية من المعوقات، بدءاً من التحديات التقنية إلى المخاوف المرتبطة بجودة النشاطات التعليمية المنقولة رقمياً. وفي ظل هذا الواقع، من المرجح أن الطلاب كانوا الفئة الأكثر تأثراً بهذا التحول المفاجئ.

وبطبيعة الحال، ساهمت الجائحة بتغيير معتقداتنا الراسخة منذ زمن طويل بأن العملية التعليمية الفعالة لا يمكن أن تحدث خارج الفصل الدراسي بشكله المادي، وبوجود مدرّس يعطي الدروس والمعلومات لجميع الطلاب بشكل مباشر. ويؤكد هذا الأمر على أهمية اعتماد مقاربة جديدة في مجال التعلم. وبالرغم من الدور المحوري الذي لعبته هذه الدروس الافتراضية كحل إسعافي لردم فجوات التعلم، يتعين علينا إدراك حقيقة أن هذه الأزمة منحتنا فرصة لتغيير الطريقة التي نعلّم بها أطفالنا – حيث يمكننا استشراف ملامح مستقبل جديد لقطاع التعليم بمساعدة تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي. وفي ظل توافر التقنيات الجديدة، يمكن ممارسة أنشطة التدريس بطريقة مختلفة وأكثر فعالية حتى. ودون أدنى شك، يتمتع كل طالب بقدرات وأنماط تعلم وطرق تفكير فريدة. وبالتالي، ينبغي أن يتمثّل دورنا كمعلمين في رعايتهم وتسخير مهاراتهم ومعارفهم وخيالهم. فوفقاً لشركة “جلوبل ماركت إنسايتس”، تجاوز حجم سوق للذكاء الاصطناعي في التعليم حاجز المليار دولار أمريكي في عام 2020. ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 40% بين عامي 2021 و2027.

وفي نظام التعليم التقليدي، يصعب على المعلم اكتشاف الفجوات المعرفية التي يعاني منها كل طالب على حدة وصياغة نموذج مخصص لمعالجة هذه الفجوات. وعلاوة على ذلك، تكاد مسألة قياس القدرة المعرفية الخفية للطلاب ومساعدتهم على إتقان المواضيع والمواد المرتبطة بهذه القدرة أن تكون ضرباً من المستحيل في نظام تعليمي كهذا. ولكن في ظل توافر منصات التعليم الرقمية، بات بمقدورنا اليوم تخصيص تجارب التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي لضبط المحتوى والتعليمات بناء على القدرات الفردية للطلاب ومستويات أدائهم. ومن خلال تجربتنا، نعتقد بأن مسألة ربط المعارف والتجارب والقدرات التي يمتلكها الطلاب بصورة مسبقة مع المواد التعليمية ساهمت في إضفاء المزيد من الجاذبية والسرعة والفعالية على عملية التعلم.

ويمكن لحلول تكنولوجيا التعليم القائمة على البيانات والمدفوعة بالذكاء الاصطناعي، مثل “منصة ألف”، توفير تجارب تعلم مخصصة للطلاب، وتعزيز شعورهم بالقدرة على إدارة رحلتهم التعليمية، وتحفيزهم على التواصل مع المواد التفاعلية والقابلة للتطبيق وسهلة التذكر. ومن خلال أنشطة التعلم المخصصة القائمة على الذكاء الاصطناعي، يمكن للطلاب الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول بكثير، نظراً لأن عملية التعلم تنسجم مع مستوياتهم واحتياجاتهم المحددة. كما يمكن للحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي التكيف مع المستوى المعرفي لكل طالب وسرعته في التعلم والأهداف التي يرغب بالوصول إليها حتى يتمكن من الاستفادة من تعليمه بالشكل الأمثل. وبالإضافة إلى ذلك، إن هذه الحلول قادرة على تحليل التاريخ التعليمي للطالب وتحديد نقاط الضعف لديه واقتراح الدورات التدريبية الأكثر ملاءمة له، مما يوفر تجربة تعليمية مخصصة بامتياز.

وبمساعدة منصات التعلم المخصصة، يمكن للطلاب تحقيق نتائج ومخرجات تعليمية أفضل، كما يمكننا بناء جيل جديد من أصحاب المهارات المناسبة لتمكينهم من أن يصبحوا أفراداً منتجين في المجتمع. ففي نهاية المطاف، لا يقتصر مفهوم التعليم على نقل المعرفة وحسب. وانطلاقاً من موقعنا كشركة متخصصة في حلول تكنولوجيا التعليم، يتعين علينا أن نساهم في نمو جميع أفراد المجتمع وإعدادهم للمساهمة بقيادة دفة المستقبل القائم على التقنيات الرقمية.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق