بقلم / لمياء عبدالله النفيعي |
اعتاد القراء قراءة مواضيع جمة مما يطرحه الكُتّاب ، تتعلق بمشاكل المجتمع سواءً كانت ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها تلامس قضاياهم ، ووضع الحلول والمقترحات المناسبة لها ، ولكن هناك شريحة صغيرة متواجدة في مجتمعنا ، وهم أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة !
هل طُرحت مواضيع تحكي عن معاناتهم أو مناقشة مشاكلهم ، ووضع الحلول للتخفيف عن نفوس الأهالي ، والترويح عن همومهم واحزانهم ، وتقديم يد المساعدة !
وقد يكون البعض من الكُتّاب كتبوا عنهم وتحدثوا عن حجم معاناتهم وظروفهم أو تناقشوا أوضاعهم من خلال الإعلام المرئي والصوتي .
منذ وقت طويل لم يكن هناك وعي كاف عن وضع الأهالي مع ذويهم من الاحتياجات الخاصة ولا زالت المعاناة مستمرة للكثير منهم بعدم وضعهم تحت المجهر ومعرفة الصعوبات التي تواجههم .
كلنا نعرف معظم الأسر لديها من ذوي الاحتياجات الخاصة فهل فتحنا الباب قليلا لنرى ونسمع ما يدور داخل تلك المنازل !
لنجد أن دورهم أكبر بكثير مما يتخيله أي شخص لأنهم الأبطال الحقيقيين الذين يقفوا خلف الكواليس ، وبحاجة إلى رعاية واهتمام وتسليط الضوء عليهم ، لاسيما إذا كانت لديهم إعاقات يصعب التعامل معها مما يولد في نفوس الآباء والأمهات الحزن المكبوت ، فهل لمحنا تلك الأم التي جفاها النوم وانهكها سهاد الليل بالسهر لتوفير وسائل الراحة مع ذلك الطفل أو الابن أو الكبير في السن ؟!
وهل سمعنا نحيب الأخرى آناء الليل واطراف النهار !
هل لامسنا معاناتها وهي في صراع مع فلذة كبدها ؟
وهل لمحنا ذلك الأب الذي أعياه التعب من المجاهدة مع ابنه والمحاولة لتهدئته واحساسه بالأمان ؟
هل شاهدنا الصراع الذي يدور بين الأبناء الذين يرعون والديهم أو أحدهما وهيجانهم ورفض الانصياع للاوامر ؟!
كم منهم يقضي أوقاتاً صعبة بتخصيص وقت خاص رغم انشغاله بأعباء العمل ومتطلبات الأسرة ، وقد يضطر البعض البقاء معهم والإنعزال عن المجتمع إلا لماماً ،
ويضطر أحد الوالدين أو كلاهما لطلب إجازات للتفرغ والرعاية ، فلذا يعاني آباء أو أقارب ذوي الاحتياجات الخاصة بعدم التفرغ للإهتمام بأنفسهم وقضاء وقت ممتع مع الاخرين ،
فهل لمس أو شعر احد منكم ذلك ؟!
وقد تجد بعض الأهالي يسعى جاهدا للتعلم والحصول على دورات تثقيفية وكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ، وعدم التصادم معهم بأفضل الطرق ، وإن كان البعض منهم يملك الخبرة والمعلومات بتأهيل ومعرفة نفسية صاحب الهمة .
ولا ننسى أن أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة يكبتوا مشاعرهم وإخفاء آلامهم عن الآخرين لأنه من الصعب وجود أناس يرغبوا بسماع معاناتهم اليومية ، كذلك عند الاجتماع مع الأقارب قد يتحول إلى عبء نفسي بعدم تقبل البعض الإبن المعاق أو إظهار مشاعر الشفقة نحوه ، والمصيبة الأعظم التي تكبلهم نظرة المجتمع السلبية لذوي الاحتياجات الخاصة فذلك يجرح مشاعرهم ويقتل فرحتهم .
العديد من الأهالي يرهقهم التفكير في مستقبل ذويهم من أصحاب الهمم فيصاحبهم الشعور بالقلق والخوف .
فأين المجتمع عنهم والالتفاتة نحوهم برأفة ، ومد ايديهم ، والترويح عن همومهم واحزانهم ، وتقديم العون لهم ، ورفع معنوياتهم ، وتقدير جهودهم وعدم النظر إلى ذويهم من الاحتياجات الخاصة بالشفقة وعدم المبالاة بل تقديم التحفيز والتشجيع ليشعروا بالأمان والراحة وإحساسهم بأنهم جزء لا يتجزأ من كيان المجتمع ، رغم توفير الجهات المعنية كل الوسائل الممكنة لخدمة أصحاب الهمم وأهاليهم .
فكرة المقال جاءت رسالة من أهالي اصحاب الهمم الذين يعانون من ضغوطات وتعب للاعتناء بهم ، واسماع صوتهم للرأي العام بأن كل أسرة لديها من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف الاعمار فهي ليست تجربة معتادة وخبرة يمكن توارثها بحيث يمكنهم كيفية التعامل معهم بكل مرونة من دون عوائق أو صعوبات بل تحتاج لهمة وقوة تحمل وصبر ،
ليتفهم الجميع معاناتهم وتقديم الدعم النفسي والتشجيع من العائلة والاصدقاء وجهة العمل وتكون لها الأثر الايجابي في تخفيف الضغوط التي يواجهونها عندما يجدوا من يدعمهم ويساندهم ويتفهمون ظروفهم ،
فالتمسوا معاناتهم ولا تحملوهم فوق طاقتهم وكونوا خير معين لهم ولذويهم من الاحتياجات الخاصة .