المحليات

توفيق الربيعة ومنظومة النجاحات القيادية

 

محمد سعيد أبو ملحة *
خمس سنوات ونصف قضاها معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في وزارة الصحة قادماً من وزارة التجارة قبل أن ينتقل الى وزارة الحج والعمرة بأمر ملكي كريم، كانت سنوات حافلة بالعطاء والإنجازات، حيث استطعنا بفضل الله ثم بجهود معاليه المدعومة من قيادتنا الرشيدة -يحفظها الله- أن نتجاوز أكبر جائحة في العصر الحديث بكل اتقان وتفانٍ وتميز على المستوى الدولي، كما قال معاليه في تغريدته (الوداعية) لمنسوبي الصحة.
لقد كان الجيش الأبيض بمتابعة وتوجيه معاليه هم حائط الصد الذي حال دون انتشار هذا الوباء القاتل معرِّضين حياتهم للخطر من أجلنا ومن أجل أجيالنا القادمة..
ولعل أكثر ما كان ملفتاً خلال الجائحة هو احتضان وزارة الصحة للفرق التطوعية من مختلف القطاعات والجمعيات الأهلية والتي تصدت لأداء واجبها والاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية على أحسن وجه مما ساهم في دحر الوباء واجتثاثه بعون الله.
لقد جاء اختيار القيادة الرشيدة لمعالي الوزير الربيعة استناداً لما وجدته فيه من مقومات النجاح التي تحتاجها وزارة الحج في هذه المرحلة، فالوزارة تحمل على عاتقها مهمة ثقيلة وهي خدمة ضيوف الرحمن الذين تحتضنهم بلادنا بحب وترعاهم بإحسان منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة وحتى مغادرتهم لها محمولين على أكف العناية والرعاية والاهتمام.
وقد كان لوزارة الحج والعمرة موعد مع مستهدفات رؤية بلادنا التنموية التي قدمت استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة والانتقال بمفهوم خدماتها الى صناعة متكاملة يتم تقديمها بكل مهنية واحترافية والانتقال من العمل الموسمي الى ثقافة العمل على مدار العام مع الحرص على تعزيز جودة ومواءمة المبادرات والمشاريع.
لقد برزت المكانة الدينية للمملكة كأحد مرتكزات رؤية 2030 لذا كان برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج تحقيق الرؤية من خلال اتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين لأداء الفريضة والعمل على إثراء تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين وتحقيق رسالة الإسلام العالمية وتهيئة المواقع السياحية والثقافية مع توفير أفضل الخدمات لهم بما يعكس الصورة المشرفة لبلادنا، وذلك من خلال استهداف 30 مليون حاج ومعتمر وتمكينهم من تجربة ايمانية (من الفكرة الى الذكرى).
وإننا إذ نتمنى للدكتور توفيق الربيعة التوفيق والسداد في منصبه الجديد، فإننا نؤمن أن دولة تحظى بقيادة تحمل هذه الرؤية السديدة والحكمة والبصيرة الرشيدة، وبها هذا الشعب الأصيل بكل ما يحمله من معاني الحب والولاء والانتماء، إن دولة كبلادنا بكل هذه المقومات جديرة بهذه المنظومة من النجاحات المتوالية والمكانة المرموقة التي تحتلها بين دول العالم.

*عضو مجلس إدارة جمعية البر، رئيس نادي البر التطوعي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق