المقالات

قصيدة ( قطعةٌ منِّي )

 

 

يا أنتِ ياحضنَ الحنان الدافي
جسدي عليكِ
بألفِ حُلْمٍ غافي

أنتِ الوحيدةُ
تشعرين بوحدتي
فإذا ضَمَمتُك ِ
صِرْتِ أنت لِحافِي

وإذا شممتُكِ
يالنسمةِ جنةٍ
وإذا لثمتُكِ
يالكأسِ سلافِ

في وجنتيكِ
لِمقلتِي شَفَقَانِ
بالصبح السنيّ
وبالغروب الجافي

وبِجنَّتَيَّكِ رِوايتانِ
لقِصَّةِ الكُفْرِ القديمِ
وتوبةُ الأسلافِ

فيكِ اتخذتُ الأفْقَ مَسرايَ الخيَاليَّ السخيِّ بألفِ خِلٍّ وافي

وعلى بساطِكِ
قد نصبتُ الأمنياتِ مُتَمِّماتِ الحَقَّ بالإنْصَافِ

رَتَّبْتُ فِيْكِ الدالجينَ سفائناً وَجَعَلْتُ حُزْنَ الخارجينَ مَرافي

مِلْنَ المَوائسُ فِيكِ بين يَدَيَّ والفِتْيَانُ فِي مَيْلِ الهوَى كخِرَافِ

أَنَا مَنْ رَسَمْتُكِ لَوْحةً لِغَرَامِهِمْ وَسَنَنْتُ سَعْيَّ حولها وَطَوافِيْ

وَلَكَمْ جَعَلْتُ عَلَيكِ مَلْعَبَ فِتْيَةٍ يَلْهُوْنَ والفَتَيَاتُ لَهْوَ عفافِ

فِإذَا الصُدُوْرُ
كما أَتَتْ أَعَجَازُها
قد أَغْرَتِ الأَكْتَافِ بالأَعْطَافِ

وَلَقَدْ كَسَوتُ بِأَرِضِكِ العَاري كَمَا أمْشِي وَمِنْ رِمْشِي حذاءُ الحافي

أنَا ذَلِكَ البَزَّاز فِي سِتْرِي عَلَيْكِ وإِنْ حَفِيْتِ فَإِنَّني الإِسْكَافِي

لَمَّا جَعَلْتُكِ فِيْ فِمِي أُنْشُوْدَةً آثَرْتُ أَنْ أُبْدِيكِ رُوْحَ الخَافِي

في كُلِّ صَدْرٍ
كُنْتُ أنْفثُ مِنْ فِمي
أَلِفاً
كأَولِ سورةِ الأعرافِ

وبِكلِّ عَجْزٍ ٍ
..أَسْتَعِيْذُ لَدَيْكِ مِنْ
نُونٍٍ
كَآخر سورة الأحقافِ

حَتَّى إِذَا اكْتَمَلَ البِنَاءُ وأَنْتِ بَيْنَ يَدَيَّ جِسْمٌ كَامِلُ الأوْصَافِ

جِسْمٌ
تَفَاعِيْلَاتُهُ فُضِّيَّةٌ
وَلَهُنَّ ذَا الذَهَبُ المُشِعِّ قَوَافِي

فَنَفَخْتُ مِنْ نَفَسِي بِهِ
فإذا بِها
جَاءَتْ كَمَا شَاءَ البَدِيعُ الكافي

يَا أَنْتِ
إِنَّكِ إِبْنَتِي
ياقِطْعَةٌ مِنِّي
ويَا بَحْرِي وَيامِجْدَافِي

أَنا مَنْ صَنَعْتُكِ من صميم مشاعري وَجَعَلْتُ إِسْمَكِ يسْتَحِقُ شغافي

بِكِ قَدْ أَتِيْتُ
وكل يومٍ بِدْعَتِي
كم للمَجَرَّةَ قَدْ
شَقَقْتُ غِلَافي

قَدْ أَغْتَدِيْها كُلَّ يَوْمٍ هَائِماً
وَأَعُوْدُ مِنْهَا بِالدَوَاءِ الشَافِي

لِيْ فِيْ المَجَرَّةِ
عَوْدَةٌ مِنْ غَدْوَةٍ
مِنْ قَبْل يَبْرُدُ
ــ كَالبُرَاقِ ــ لِحَافِي

مجدي الشافعي

 

مقالات ذات صلة

إغلاق