المحليات
أخر الأخبار

دور المرأة في البناء والخراب

 

بقلم : د . ضيف الله مهدي

يتكون المجتمع من عدد من الأفراد ، وهم الذين يكونون المجتمع ، فلا يوجد مجتمع بدون أفراد وأسر ، ولو نظرنا إلى الأسرة لوجدناها هي أهم مكونات المجتمع . وللأسرة دور كبير في بناء المجتمع ، وعندما تبني الأسرة المجتمع فإنما تقدم لنفسها خدمة ولباقي الأسر . فللأسرة أهمية بالغة وقصوى وذلك لأنها ، أول نظام اجتماعي عرفه الإنسان له خصائصه ووظائفه التي تؤثر في المجتمع ويؤثر هو بدوره فيها وفي نظمها ، وهي في تفاعل مستمر مع النظم الاجتماعية المختلفة . وتقوم الأسرة بتطبيع الفرد في اتجاهاته وميوله ، وتميز شخصيته ، وتحدد تصرفاته العامة ، وهي أول من يعرفه بدينه وعادات مجتمعه ولغة وطنه ومكتسباته وثقافته وخيراته وحضارته ، وكيفية المحافظة عليها والاستفادة منها .. كما تكون أفكاره الأولى وتعلمه كيفية التفاعل الاجتماعي وتدربهم على الحياة الاجتماعية ، يقول الشاعر :

وينشأ ناشيء الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه كما أن للأب وللأم دور مهم في غرس الفضائل والشمائل والصفات الحسنة عند الأبناء حتى ينشأ هؤلاء الأبناء وهم في صحة نفسية وجسدية واجتماعية وأخلاقية .. وعندما تقدم الأسرة أبناء بهذه المواصفات فإنما هي تقدم وتسدي للمجتمع أهم خدمة وأهم شيء ، فلولا الأفراد الأصحاء بدنيا وعقليا واجتماعيا ودينيا وأخلاقيا لما نهض المجتمع ولما أصبح مجتمعا قويا منتجا معتمدا على سواعد أبنائه وقدراتهم . إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة ، فالأسرة التي تربي أبنائها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية ، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين إنما هي تقوم ببناء المجتمع .. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها وتترك لهم الحبل على الغارب ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة إنما هي تهدم المجتمع . فأقول إن الاهتمام ببناء الأسر وبناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بالأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة ، الذكور والإناث ، يقول الشاعر :

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق

فمهام ووظائف وأدوار الأسر تبدأ مبكر منذ نشأتها الأولى ومنذ إنجابها لأول طفل .

ويقاس مدى رقي المجتمع بما لديه من ثقافة متنوعة ومتقدمة وبالتربية الصالحة . والاسلام يهتم بتربية الفرد ، والمجتمع يرعى أفراده ويعمل على رفع شأنهم .. والمجتمع كما قلت من البداية ما هو إلا عبارة عن عدد من الأفراد والأسر ، والطفل يحتاج إلى رعاية والديه والأسرة وهو يكتسب منهم وممن يحيطون به الخبرات والمهارات والعادات وقواعد السلوك التي تجعله يتلاءم مع مجتمعه ، والأسرة التي لا تهتم بأطفالها فهي لا تقدم للمجتمع إلا الشر والضرر ، فمعظم المخربين والجانحين والمجرمين هم من الذين لم تهتم بهم أسرهم وأنشأتهم تنشئة سليمة وربتهم تربية صالحة حميدة ، وهي تلك الأسر التي جرت خلف المادة وخلف المشاكل والخلافات ، فلم تهتم بأبنائها وبالتالي أفرزت وأخرجت إلى المجتمع رجالا مخربين وجانحين وشواذ ومنحرفين .

كيف بالطفل والطفلة ينظران لسناب أمهم وهي تصور جلستها وقهوتها في الكافيه أو الاستراحة أو المطعم ؟!

ما الذي جعلك أيتها الأم الفاضلة تذهبين تتناولين طعام إفطارك وتشربين قهوتك خارج منزلك ، بأضعاف المبلغ الذي كنت بتعدين به إفطارك ، وتشربين فنجال قهوة بأضعاف ما كنت بتعملينه في منزلك . ليس الهدف القهوة وتناول وجبة الإفطار وإنما الهدف التصوير والنشر في السناب شات ؟!

ما الذي يدعوك في الصباح الباكر لتركبي سيارتك وترفعين صوت الأغنية وتغنين معها وتمسكين بيد رفيقتك في السيارة وتتراقصين . أنت تفسدين حياتك وحياة من تشاهد صورك في سنابك فتقلدك وتخرج من بيتها في اليوم الثاني ، وتفسدين حياة طفلتك التي ستكبر وتقلدك . وتعصين زوجك الذي داخل نفسه غير راض عن تصرفك ولكن حفاظا على بيته لا يتهدم ولا يخرب يسكت على مضض ، تاركا أمرك لله . سئل الشيخ عبد العزيز بن باز عن حكم خروج الفتاة من بيتها لغير حاجة ضرورية؟
فأجاب : السنة عدم الخروج، الله يقول: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب:33]، السنة البقاء في البيوت، والمحافظة على العفة والبعد عن التبرج، والخروج إلا من حاجة، فالبقاء في البيت أسلم إلا من حاجة كالخروج للصلاة مع الناس مع التستر وعدم الطيب، كالخروج لعيادة المريض، خروج لحاجات السوق مع التستر، الحاجة التي تدعو الحاجة إليها وما أشبه ذلك.

أما خروج من غير حاجة قد يفضي إلى فتنة تركه هو الأولى، المقصود: الخروج لحاجة ومصلحة شرعية هذا هو المطلوب، أما خروج لغير حاجة فقد يفضي إلى شر فتركه أولى وأفضل .

مقالات ذات صلة

إغلاق