المجتمع

التعاطف يمثّل حاجة أساسية لدعم المصابين بمرض الأمعاء الالتهابي

 

كتبت_مني حسين

قدمت جلسة محاكاة افتراضية ومعمقة حول مرض الأمعاء الالتهابي، أحد أمراض الجهاز الهضمي ويشمل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، معلومات مهمة حول مدى تأثير المرض على حياة المصابين به، إذ يمثل تجربة استثنائية يعاني خلالها المرضى من آلام نفسية نتيجة عوامل مختلفة مثل اضطراب روتين الحياة اليومية وأولوية معالجة أعراضه الظاهرة والإحراج الذي يُسببه المرض، بالإضافة إلى الآلام الجسدية المصاحبة له.

وتُظهر الإحصائيات المُسجلة والمتعلقة بمدى انتشار المرض أرقاماً مثيرة للقلق مع تسجيل نسبة مرتفعة مؤخراً لمرضى في العشرينات والثلاثينات من العمر، إذ تبلع نسبة المرضى في العشرينات من العمر 25%، مع زيادة حالات الإصابة في أوساط المراهقين.

وفي سؤال الدكتور محمد خورشيد، رئيس المؤسسة المصرية لمطوري الجهاز الهضمي والمناظير حول أعراض المرض، قال: ” يُعد مرض الأمعاء الالتهابي مرضا مزمناً يصيب الجهاز الهضمي، وتشمل أعراضه الشائعة الإسهال المستمر وألم البطن والنزف من المستقيم أو خروج الدم مع البراز، إضافة إلى التعب وفقدان الوزن. وفي بعض الاحيان يمكن أن يصيب داء كرون مختلف أقسام الجهاز الهضمي، اما بالنسبة لالتهاب القولون التقرحي فهو يؤثرعلى المعي الغليظ والمستقيم. ومن الضروري أن يحرص جميع الأطباء على معرفة أعراض المرض بدقة لضمان الوصول إلى التشخيص الصحيح والعلاجات المطلوبة”.
وتُشير التقديرات إلى أنّ نسبة العاطلين عن العمل بين المرضى تبلغ 10%،، كما يُضطر 43% من العاملين المصابين بالمرض، لأسباب تتعلق بالمرض بشكل مباشر، إلى الانقطاع عن العمل لمدة تصل إلى سبعة أيام سنوياً.

وفي هذا الصدد، طورت شركة “تاكيدا” للصناعات الدوائية المحدودة برنامج المحاكاة التفاعلي “إن ذير شوز” المتوافق مع تطبيقات أجهزة المحمول، ما يتيح الفرصة للتعايش مع تجربة مرض الأمعاء الالتهابي من خلال القيام بمهام ومواجهة تحديات وفق جدول زمني محدد. ومن جهتها، كشفت جامعة ويستمنستر عبر دراسة بحثية حول مدى فعالية برنامج “إن ذير شوز”، عن دور منهجية التعليم التفاعلي في رفع مستويات التعاطف والتفهم لتجربة المرضى.

ويحاكي البرنامج تجربة المصاب بمرض الأمعاء الالتهابي بشكل واقعي، ويتعامل مع جميع الاعتبارات النفسية والعوامل البيولوجية والتأثيرات الاجتماعية التي حددها باحثون مستقلون في دراساتهم.

ويقدم البرنامج مجموعة من الأغراض التي يستخدمها المصاب بمرض الأمعاء الالتهابي خلال يوم كامل، مع تجربة تحاكي حالته، وتفاصيل وافية حول مدة إصابته وطريقة تعامله مع المرض ومدى تطبيق الأنظمة الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية ودورهما في معالجة أعراض المرض وتخفيف آلامه، بالإضافة إلى تأثير هذه الأعراض على جودة حياته وأنشطته اليومية. وتشكل الجلسات التي يعايش خلالها الشخص تجربة المريض بمشاركة الطبيب والأصدقاء عاملاً مهماً يبين دور التعاطف في دعم المريض وأثره الإيجابي على حياته.

وتوفر التجربة معلومات مهمة حول مجموعة من العوامل التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى وقدراتهم العقلية وعلاقاتهم الاجتماعية مثل حدة الأعراض، والمخاوف المتعلقة بالنظافة والرائحة الشخصية، وعدم الانتظام في دخول دورات المياه، والقيود الشديدة على النظام الغذائي، والحاجة إلى حفظ سجل لعينات البُراز. كما تبين التجربة أهمية تخصيص سجل لعدد مرات دخول دورة المياه إلى جانب مخطط بريستول للبراز كدليل زمني لعمليات العبور المعوي، ما يساعد المرضى على ممارسة نشاطاتهم اليومية على أفضل وجه.

وتؤكد التجربة أهمية تقديم الدعم والرعاية المناسبين للمصابين بمرض الأمعاء الالتهابي في الحد من الآثار النفسية السلبية عليهم وعلى عائلاتهم. ولا تقتصر تداعيات المرض على ما ذُكر وحسب، بل تتعداه إلى الوفاة نتيجة الإصابة بالأورام المعوية الخبيثة وسوء التغذية ومضاعفات ما بعد الجراحة، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة لمعالجة المرض، حيث تم تصنيف المرض ضمن أغلى خمسة أمراض معوية في الولايات المتحدة. ويساهم إجراء الفحوصات والتشخيص المناسب في كشف عوامل الخطر الجينية الكامنة، إذ ترتفع نسبة خطورة الإصابة بداء كرون أو التهاب القولون التقرحي لدى أقارب الدرجة الأولى للمصابين بمرض الأمعاء الالتهابي بمقدار خمسة أضعاف

 

مقالات ذات صلة

إغلاق