السياسة
مركز الملك عبدالله لحوار الأديان يناقش مواجهة خطاب الكراهية بحضور قيادات دينية وثقافية وإعلامية
نجيب الصامل – الرياض
نظم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين اتباع الأديان والثقافات في العاصمة اللبنانية بيروت، لقاء حواري بعنوان: “دور القيادات الدينية والإعلام، في مواجهة خطاب الكراهية”، شارك فيها معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلاً بالقاضي الشيخ خلدون عريمط ، ممثل مجلس كنائس الشرق الاوسط غابي هاشم، إضافة إلى الكاتب الصحفي مصطفى فحص، والسفيرة العالمية للنوايا الحسنة محاسن حدارة ، حضر جلسة الحوار، شخصيات دينية وثقافية وإعلامية، يتقدمهم سفير الفاتيكان في لبنان جوزف سبيتيري وسفير النمسا في لبنان ماريان وربا، إلى جانب نائب سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان ماجد أبا العلا ممثّلاً للسفير وليد بن بخاري، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية، للدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية، الدكتور عبدالله الصامل.
وأعلن معالي الأمين العام خلال مداخلته، أنه “سيتم إطلاق برنامج مخصص للإعلاميين ودورهم في مواجهة خطاب الكراهية ، وإقامة لقاء دولي بعنوان متحدون لمناهضة الكراهية ضمن نشاطات المنصة العربية للحوار والتعاون، خلال هذا العام؛ لتسليط الأضواء على دور المؤسسات الدينية والإعلامية لمواجهة خطاب الكراهية”، موضحا أن “أكثر المناطق تعرضًا للإرهاب والتطرف كانت منطقتنا العربية التي تحتضن الديانات السماوية الثلاثة، مشيرًا للأعمال الإجرامية التي ارتكبت باسم الدين والدين منها براء، “، وأضاف ” نحن في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات نثمن الدور الكبير والأنموذج الجميل الذي قدمته رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أردرن في حادثة المسجدين وكيف دفعت بالسلام والتسامح الى العمل وبدأت بنفسها فنتج عنه هذا المشهد الرائع من التعايش والتسامح واحترام التنوع والفخر بالمواطنة المشتركة والنابع من تفاعلها وتفاعل صناع السياسات في نيوزلندا مع كل فئات المجتمع والذي اشاد به العالم اجمع ونحن سنكرمها على ذلك لأنها تقدم للإنسانية خدمة كبيرة وهي التعايش ونبذ الكراهية وهذا هو جوهر عملنا وما نجوب العالم من اجله لتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية لمساندة صانعي السياسات.
وأثنى معاليه على “الدور الكبير الذي قامت به الدول المؤسسة للمركز وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالشراكة مع جمهورية النمسا، مملكة اسبانيا ودولة الفاتيكان، ، ولما تقدمه من دعم ومشاركات محورية في مواجهة التطرف الإرهاب ومناهضة خطاب الكراهية، من خلال المنصات التي يطلقها مركز الحوار العالمي في مختلف أنحاء العالم”، مؤكدًا على أن “هدفنا الأساسي هو الاستثمار في الإنسان وتعزيز العيش المشترك واحترام التنوع وقبول التعددية في ظل المواطنة المشتركة، وكلها عناوين كبرى نعمل على اطلاقها من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ونترجمها على أرض الواقع من خلال 5 منصات في جميع أنحاء العالم وخمسة برامج أساسيه : (برنامج الزمالة الافريقية، برنامج الزمالة العربي، برنامج الزمالة الاسيوي، وبرنامج الزمالة الأوروبي، وبرنامج الزمالة العالمي)، بدعم من القيادات الدينية المتنوعة”.
من جانبه، حيّا القاضي عريمط، “المملكة العربية السعودية والدول المؤسسة للمركز على عقد مثل هذه الجلسة الحوارية والنقاش في لبنان، البلد الذي فيه 19 طائفة، منها 4 مذاهب إسلامية و15 مذهباً مسيحياً، فهذا الوطن هو نموذج للتعايش والتلاقي بين اتباع الديانات وبلد يرمز إلى حوار”، لافتا ً إلى أن “لرجال الدين المسلمين والمسيحيين، دور محوري في تكوين القاسم المشترك بين المواطنين، للحفاظ على وحدة الأرض والشعب والمؤسسات”، مبينا ً أن “في عقيدتنا الإسلامية لا مكان لخطاب الكراهية، فإذا ما تصفحنا القرآن الكريم لوجدنا 140 آية تدعو إلى السلام والمحبة والألفة، وهناك فقط 6 آيات تدعو فيها إلى الحرب، والحرب هنا حرب الدفاع عن النفس وليس حرب الهجوم”.
واعتبر هاشم، أن “المؤسسات الدينية، تلعب دوراً اساسياً في مواجهة خطاب الكراهية ورفضه بالكامل”، مشيرا إلى أن “ما نفتقده عدم وجود رسالة دينية موحدة، تهدف إلى إيصالها للجمهور العام إنما خطاب صحيح يصل إلى قلوب النّاس ويملأ حياتهم بالحياة الدينية الصحيحة، فغاية الدين العمل على توفير الهناء للانسان وعيشه بسلام وطمأنينة مع الآخرين”.
ودعت السفيرة حدارة الجميع بالانتقال من خطة الدفاع إلي خطة الهجوم وصناعة إعلام جديد بهوية جديدة تعيد للشرق صورته السلامية والإنسانية، وهنا لا يمكن إلا أن نتحدث عن أهمية صناعة السينما العربية الهادفة كي تخاطب المجتمعات كافة، والعمل على خلق موقع تواصل اجتماعي على غرار فايسبوك وتويتر ولكن بهوية الشباب العربي”.
أما الصحافي فحص، فلفت إلى أننا “لم نتفق في العالم العربي والغربي، على تحديد الوصف الحقيقي والتعريف لخطاب الكراهية وكيفية مواجهته، فيما الدول الغربية وضعت حدودا لهذا الخطاب لناحية عدم المساس بحرية الفرد والتعبير عن الرأي، وان لا يصل إلى حدّ العنف واراقة الدماء، فيما في العالم العربي فان الإعلام فيه مسير ويخضع في جزء منه إلى حسابات سياسية ومشاريع تمويلية له، ومن نراه هو نمط اعلامي محرض لخطاب الكراهية بسبب وجود مموّل له، وهناك خطاب عربي رسمي هادئ بسبب السياسات المتبعة من قبل المموّل له”.
ثم كانت مداخلة لوكيل وزارة الشؤون الإسلامية عبد الله الصامل، قال فيها: “إن المنبر يُشكّل الواجهة الأساسية للمؤسسات الدينية التي عليها مسؤولية كبيرة في مواجهة التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية، فالمنابر الإسلامية لها أدوار في الخطابة والموعظة من خلال إطلاق الندوات والمحاضرات واللقاءات الحوارية”، موضحا أننا “قمنا مؤخراً بتوجيهات من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ إلى تنقية المنابر لخطابة الجوامع وبحزم وعدم التراخي في اتخاذ جميع الإجراءات الإدارية، بحق كل خطيب منبر، يدعو إلى الغلو والتطرف ونشر ثقافة الكراهية سواء في المنابر والندوات واللقاءات والمحاضرات، وتمّ إيقاف البعض من هؤلاء الأئمة الذين أرادوا التأثير على جمهور المواطنين الذين يتوافدون للصلاة يوم الجمعة في هذا الجامع أو ذاك” ، وأكد على أن المملكة العربية السعودية تعمل على مختلف الأصعدة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لترسيخ الوسطية والاعتدال ومكافحة التطرف والتعصب