المحليات

تقرير: الدعم المؤسسي في “بر جدة”.. ومنظومة الاستدامة والتمكين

 

 

أعد التقرير: عبد القادر عوض رضوان

تعتبر إدارة الدعم المؤسسي من الإدارات الفاعلة داخل المنظمات، حيث تُعنى بوضع اللوائح والأنظمة الداخلية المستلهمة من اللوائح التنفيذية الرسمية.
وفي جمعية البر بجدة تحرص إدارة الدعم المؤسسي على ترجمة أهداف الجمعية الاستراتيجية، ورؤية قيادتها التنفيذية، عبر دعم ومساندة جميع إدارات وأقسام الجمعية، فهي تشكل حلقة وصل في ما بينها، من خلال المساندة اللوجستية والقانونية والتنظيمية لتلك الإدارات، بما يترجم جهود القيادة التنفيذية بالجمعية في تحقيق البناء المؤسسي القائم على نهج استراتيجي يعزز من قدرات الجمعية في إحداث التغيير الإيجابي، وابتكار الحلول التي تستجيب لاحتياجات المجتمع وبيئة العمل مع الحرص على تطوير سياسات وأنظمة العمل داخل المؤسسة في المجالات الإدارية والمالية والفنية والتكنولوجية ومأسستها عبر سياسات تشاركية مع فريق العمل والفئات المستهدفة، والحرص على جودة وكفاءة بيئة العمل وتوطيد علاقات الجمعية مع المستهدفين المستفيدين من خدماتها.

استثمار في القوى العاملة

يقول الأستاذ خالد ضيف الله الزهراني مدير إدارة الدعم المؤسسي بجمعية البر.. إن إدارة الدعم المؤسسي تعمل على ترجمة أهداف الجمعية الاستراتيجية، والتي يبرز من بينها تحقيق الاستدامة والتمكين، فدعم الإدارات الداخلية وإصلاح بيئة العمل يعني زيادة فعاليتها وتحفيزها بما يحقق عناصر الجودة والتميز بالأداء ويدعم برامج الجمعية وأنشطتها خاصة تلك التي تشكل مصادر دخل لها..
ومن أجل ترجمة مستهدفات الجمعية، تركز إدارة الدعم المؤسسي على استقطاب الكفاءات المتميزة وتقديم التحفيز اللازم للأداء والإبداع والابتكار، انطلاقاً من مفهوم الاستثمار في القوى العاملة الذي يعتبر هو رأس المال الحقيقي لأي منظمة.
ويضيف الزهراني.. من هنا فقد عنيت إدارة الدعم المؤسسي بتطوير القدرات من أجل النهوض بالإمكانات والاستفادة من أفضل الممارسات لدفع التميز في الأداء مع التركيز على التدريب المكثف وتقديم الحلول المبتكرة التي تزيد من فاعلية الأداء.. وهو من روافد تحقيق الاستدامة التي تسعى الجمعية اليها كهدف استراتيجي.

منظومة الموارد البشرية

لذا تحرص إدارة الدعم المؤسسي على التحليق في أسراب التوجه الاستراتيجي لجمعية البر في ترجمة مستهدفاتها على أرض الواقع من خلال أقسامها المتعددة:
فالموارد البشرية تتناغم مع منظومة الاستدامة بأبعادها الثلاثة، بدءاً بالجانب الاقتصادي الذي تشكل كفاءات الجمعية ومستواها في الأداء جزءاً مهماً منه، حيث الحرص على الارتقاء بأداء منسوبي الجمعية وصقل مهاراتهم مع التركيز على قياس أدائهم وتحفيزهم لتقديم كل ما يرتقي بنشاطات الجمعية وأدوارها التنموية ويساهم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية المرسومة.

وأوضح مدير إدارة الدعم المؤسسي أن انتقاء الكفاءات التي تحمل (الشغف) في تخصصها -كما قال سمو ولي العهد- هو من المحفزات التي تساعد على تطوير المنظمات وملاحظة التغير الإيجابي في أدائها.
كما تلعب الموارد البشرية دوراً فعالاً في الاستدامة البيئية والاجتماعية من خلال دعم وحدة التطوع بكل ما تنطوي عليه مهماتها في خدمة المجتمع وأداء المسؤولية الاجتماعية.

تقنية المعلومات.. أدوار محورية

وعن دور قسم تقنية المعلومات في تحقيق الاستدامة يقول الزهراني.. إن هذا القسم هو من الأقسام التي تلعب أدواراً محورية في الاستدامة من جانبها الاقتصادي عبر تقديم البرامج والخدمات الإلكترونية والحلول الرقمية التي تقدم قيمة مضافة لبرامج الجمعية بما يساهم في سرعة تنفيذها، وهو الأمر الذي برز جلياً في منظومة الخدمة الذاتية التي تقدمها الجمعية من خلال أجهزة الخدمة الذاتية والبوابة الالكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية التي وفرت الجهد وحافظت على السلامة العامة في ظل جائحة كورونا وكانت مصدراً من مصادر الدخل في الجمعية، ولا ننسى ما ضمه الموقع الإلكتروني من خدمات داعمة لأصحاب المصلحة داخل الجمعية وخارجها، محققاً مصالح طويلة المدى كانت مصدرا أساسياً من مصادر دعم الحوكمة وتعزيز الشفافية وتحقيق الاستدامة بجوانبها المختلفة.
ولا ننسى أن الجانب التقني يحقق الاستدامة البيئية بتنفيذ الخدمات عن بُعد مما يقلل من حركة التنقلات وما تسببه من زحام وتلوث، كما أن تقديم الجمعية لعدد من أجهزة الكمبيوتر للطلاب لدعم تعليمهم عن بعد يدخل أيضاً في هذا السياق، ويضاف اليه الجانب الاجتماعي الذي تسعى فيه الجمعية لتمكين الأسر والأيتام وخدمة المرضى.

الشؤون القانونية.. حماية مالية

وتطرق الزهراني إلى قسم الشؤون القانونية، قائلاً: تساهم الكفاءات القانونية في صياغة العقود بين الجمعية ومختلف القطاعات، باحترافية عالية تمنع وجود ثغرات بتلك العقود بما يحافظ على مقدرات الجمعية ويساهم في حمايتها مالياً ودعمها إدارياً.

الخدمات المساندة.. حلقة الوصل.

أما ما يقدمه قسم الخدمات المساندة بغرض دعم الاستدامة فلا يخفى على أي متابع، حيث ساهم هذا القسم في تخفيف الهدر بالكهرباء ومحروقات السيارات وتقديم الصيانة والنظافة والتعقيم في جميع مرافق وأوقاف الجمعية واستخراج التصاريح اللازمة.

وتبقى مخرجات الدعم المؤسسي هي المساند الرئيسي لترسيخ مفهوم الحوكمة المرتبطة بالشفافية والإفصاح والعدالة ومكافحة الفساد..
إن الحديث عن الاستدامة والتمكين حديث ذو شجون، لأنهما من المستهدفات التي تسعى جميع إدارات الجمعية الى تحقيقها عبر منظومة من العمل التكاملي المنظم، وحِزم من البرامج والأنشطة التي تلازم مخرجات الأداء.

مقالات ذات صلة

إغلاق