شرق اوسط

حكومات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتبني استراتيجيات لتخفيض اعتمادها على النفط والغاز وتنويع اقتصاداتها

 

كتبت-مني خليل

تتبنى الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استراتيجيات لتخفيض اعتمادها على النفط والغاز وتنويع اقتصاداتها. على سبيل المثال، حددت دولة الإمارات العربية المتحدة أهدافًا وطنية واضحة لمستقبل أكثر استدامة من خلال العديد من المبادرات، بما في ذلك التركيز على الاقتصاد الرقمي، وتعزيز مشاركة الشركات الصغيرة والمتوسطة، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تحدد هدفًا بنسبة 50٪ من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.

وأكد بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والعضو المنتدب لمجموعة الهلال، على الدور الحاسم الذي يجب أن تلعبه الشركات في هذا التحول، ومسؤوليتها في توليد الفرص التي يحتاجها الشباب للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة وشمولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتحدث بدر جعفر في جلسة بعنوان “تنفيذ رأسمالية أصحاب المصلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” ضمن أجندة دافوس 2021 للمنتدى الاقتصادي العالمي، إلى جانب رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي في مصر، وآلان بجاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة ماجد الفطيم، ومحمد جعفر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة الألبان الكويتية الدنماركية.

وقال بدر جعفر: “ليس أمام الشركات خيار آخر سوى أن تكون في طليعة معالجة التحديات الاجتماعية والبيئية في منطقتنا. إنها ليست مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة تجارية طويلة الأجل، وأصبح الرابط الذي لا ينفصم بين النجاح الاقتصادي طويل الأجل والتأثير المجتمعي الإيجابي واضحًا بشكل متزايد أمام الجميع “.

يعد خلق فرص جديدة للشباب ضرورة ملحة بشكل متزايد، حيث تم القضاء على ما يقدر بـ 10 ٪ من ساعات العمل في المنطقة في عام 2020 بسبب كوفيد-19، أي ما يعادل فقدان 24 مليون وظيفة بدوام كامل. ويبرز إحصاء تصورات المخاطر العالمية الذي نشره المنتدى الاقتصادي العالمي الأسبوع الماضي بوضوح خيبة أمل الشباب وتآكل التماسك الاجتماعي بوصفها كتهديدات خطيرة قصيرة الأجل للعالم.

“إن التركيز المنفرد على خلق فرص العمل يمنعنا من رؤية التحدي الحقيقي والفرصة التي تنتظرنا، وهذا يغرس إحساسًا قويًا بالهدف والشعور بالانتماء داخل شبابنا. لذلك، نحن بحاجة ماسة إلى نشر جميع الأدوات المتاحة لدينا لتقوية نسيج مجتمعاتنا المحلية، بما في ذلك من خلال خدمة المجتمع والعمل التطوعي”.

وفي معرض حديثه عن الاستدامة البيئية، علق جعفر على أن منطقة الشرق الأوسط معرضة بشكل خاص للصدمات المناخية، وتواجه مجموعة من المخاطر البيئية مثل ندرة المياه، وارتفاع مستويات التلوث، وفقدان التنوع البيولوجي. “إذا كنت تجادل بأن الاعتبارات الاقتصادية تتفوق على كل شيء آخر خلال أزمة ما، أو كنت تعتقد حقًا أن الاقتصاد أكثر أهمية من البيئة، فحاول حبس أنفاسك أثناء عد أموالك.”

وعلى الرغم من التقنيات التحويلية والإصلاحات الاقتصادية التي توفر فرصًا غير مسبوقة للتقدم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد قدر البنك الدولي فجوة تمويلية سنوية بأكثر من 100 مليار دولار لتحقيق إمكانات التنمية المستدامة في المنطقة.

وأضاف جعفر: “يلعب كل قطاع دور مهم في هذا المسعى، وسنفشل إذا اختار أحد هذه القطاعات عدم المضي قدماً. يمكن للحكومات والشركات والقطاع الأكاديمي وحتى وسائل الإعلام أن تحقق معًا أكثر مما يمكن لأي جهة منا فعله على حدة. ويجب ألا نخطئ في نسيان دور الشباب في نموذج الشراكة هذا – نحن بحاجة إلى ضمان وجود حلقات تواصل منذ البداية تربطنا بالمستفيدين النهائيين، وهم شبابنا، بهدف توطيد صلة الوصل ما بين الحلول التي نعمل من أجلها ومجتمعاتنا”.

ومن خلال أجندة دافوس الافتراضية لعام 2021، التي حضرها أكثر من 1,500 من رجال الأعمال وممثلي الحكومة وقادة المجتمع المدني من أكثر من 70 دولة، أعلن بدر جعفر عن التزام شركة الهلال للمشاريع بتبني وتنفيذ مقاييس رأسمالية أصحاب المصلحة الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تم تطويرها ضمن مجلس الأعمال الدولي.

 

مقالات ذات صلة

إغلاق