المحليات

بعد عام من ظهور “كورونا”.. هكذا تمكنت المملكة من الوصول إلى الوضع الصحي الآمن حالياً

 

 

الوطن الآن : حسين معشي

حرصت المملكة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في الصين، على اتخاذ كامل الاحترازات لمنع تفشيه بين سكانها، مع توفير احتياجاتهم المعيشية، في عمل متناغم بين جميع الجهات، وشددت معه الإجراءات منذ اكتشاف أول إصابة في 2 مارس 2020 لمواطن قادم من الخارج.
إنفاق صحي ضخم للسيطرة على الفيروس
أنفقـت المملكـة بسـخاء لمواجهـة تداعيـات كورونـا، ودعـمت القطـاع الصحـي بـ47 مليار ريال، ووقعت عقدا مع الصين بقرابة مليار ريال لإجراء 9 ملايين فحص، واعتمدت لائحة الحد من التجمعات لمنع التفشي وصنفت المخالفات والعقوبات، وأصدرت بروتوكولات تفصيلية لجميع الأنشطة.
– أطلقـت وزارة الصحة فـرقها الميدانيـة لتنفيـذ المسـح النشـط للكشــف عــن الفيــروس فــي الأماكــن المكتظــة، لاحتــواء المصابيــن والقضــاء علــى المــرض، وأعدت أدلة إجرائية وتوعوية وإرشادية، للتعامل مع الحالات، ودراسة التسلسل الوراثي للفيروس في مختبرات الوزارة، وتضمين الفحص كأحد برامج المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها، كما وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوفير العلاج المجاني للمصابين بالفيروس مواطنين ومقيمين ومخالفين لنظام الإقامة.
– أشرف المركــز الوطنــي لإدارة الأزمــات والكــوارث الصحيــة بالــوزارة علــى متابعــة ورصــد إصابــات كورونا الجماعيــة، وأصدرت الوزارة تطبيقات “تطمن” و”تأكد” و”صحتى” و”موعد”، مع تطبيق صحة، وزادت أسرّة العناية المركزة، ووصلت فحوصات الفيروس حتى اليوم إلى 10.9 مليون فحص.
منع التجول.. و”البروتوكولات” لوقف انتشار الفيروس

وللسيطرة على انتشار الفيروس، علقت المملكة العمرة والزيارة من الخارج، والدراسة وسفر المواطنين والمقيمين، وحضور المناسبات، والرحلات الجوية الدولية والمسابقات الرياضية، والحضور لمقرات العمل، وأغلقت المنافذ البرية، والأسواق والمجمعات، ومحلات الحلاقة والصوالين النسائية.
كما علّقت الصلوات في المساجد، والطيران الداخلي والحافلات وسيارات الأجرة والقطارات، وفرضت منع التجول جزئيا ثم كليا، في كثير من المدن ومنعت التنقل بين المناطق، وأغلقت المطاعم في فترات منع التجول.
مبادرات اقتصادية واجتماعية
وفي إطار مساعي الدولة لمواجهة تداعيات الجائحة، أُصدرت قرارات وأُطلقت مبادرات لتخفيف الآثار المالية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها، وحماية المواطنين ومساندة القطاع الخاص، ومنها:
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية:
– أطلقت الوزارة 7 مبادرات للتخفيف على القطاع الخاص، إضافة إلى إطلاق “الصندوق المجتمعي” برأس مال 500 مليون ريال.
– إطلاق “برنامج دعم العاملين في خدمة توصيل الطلبات من خلال التطبيقات”، بما يصل إلى 3 آلاف ريال شهرياً.
– تحمل الحكومة، عبر “ساند”، 60% من رواتب موظفي القطاع الخاص السعوديين.
– إعفاء المنشآت الصغيرة – 9 عمال فأقل بمن فيهم المالك ـ من دفع المقابل المالي.
– إطلاق مبادرة “غذاؤنا واحد”، لدعم الأسر المتضررة من كورونا.
– “برنامج دعم التوظيف” التابع لـ “هدف” يدعم أجور السعوديين في جميع المنشآت والوظائف لمدة سنتين.
– السماح لصاحب العمل بتقليص ساعات العمل أو تخفيض أجر العامل حسب ساعات العمل الفعلية، بالاتفاق معه، أو منحه إجازة سنوية أو استثنائية.
– صندوق التنمية الوطني يعلن عن برامج بـ 22 ملياراً دعماً للمواطنين والقطاع الخاص.
البنوك

– البنوك السعودية تؤجل أقساط 3 أشهر للعاملين في المجال الصحي الحكومي والخاص.
– البنك المركزي السعودي يطلق برنامج التمويل المضمون بنسبة 95%، بالتعاون مع “كفالة”.
– 12 بنكا سعوديا تدعم صندوق الوقف الصحي بـ 160.7 مليون ريال.
– البنوك السعودية تدعم الصندوق المجتمعي لمكافحة كورونا بـــ100 مليون ريال.
– البنك المركزي السعودي أعد برنامجاً بــ 50 مليار ريال استهدف دعم القطاع الخاص وتمكينه، ووجه بتمديد وثائق تأمين مركبات الأفراد لمدة شهرين.
– بنك التنمية الاجتماعية يدشن محفظة الرعاية الصحية بـ2 مليار ريال، لتمويل 1000 منشأة صحية.
– تدعيم شركات التأمين لجهود وزارة الصحة بأكثر من 67 مليون ريال.
قطاع الصناعة
أطلقت هيئة المدن والمناطق الاقتصادية عدة مبادرات لمساندة المستثمرين، في ظل الأوضاع المتأثرة بشدة من تداعيات جائحة كورونا، كما أعلن صندوق التنمية الصناعية السعودي عن 3 مبادرات لدعم منشآت القطاع الخاص الصناعي.
وزارة العدل
عملت وزارة العدل خلال الجائحة على استمرار عملها القضائي بجودة عالية، فقامت بتفعيل المحاكمة عن بعد في 35 محكمة و46 سجنا، لسرعة النظر في قضايا السجناء وتسهيل إجراءات التقاضي، وعلقت تنفيذ الأحكام القضائية المتصلة بحبس المدين لقضايا الحق الخاص، وأحكام قضايا الرؤية والزيارة، وعملت على دعم الكثير من خدماتها الإلكترونية، التي كانت مفعلة قبل الجائحة.
مبادرات أخرى

وشملت المبادرات الأخرى توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالعمل على إجراءات المواطنين الراغبين في العودة من الخارج، وإطلاق مبادرة “عودة” للمقيمين حاملي تأشيرات الخروج والعودة والنهائي، للسفر إلى بلدانهم، وتمديد “هوية مقيم” للوافدين داخل وخارج المملكة مجانا، وذلك أكثر من مرة، وتخصيص 2 مليار ريال لتمويل استيراد المنتجات الزراعية لدعم الأمن الغذائي، وتأجيل الصندوق الزراعي الأقساط المستحقة 6 أشهر، وتدعيم شركات الطاقة لصندوق الوقف الصحي بأكثر من نصف مليار ريال.
البنية الرقمية والتعليم عن بعد

حرصت المملكة على وجود بنيــة رقميــة واعــدة، كانــت إحــدى أهم مفاصل المرحلــة، وكشــفت متانــة وجاهزيــة المملكــة، لتقديـم الخدمـات عبر المنصـات الرقمية، ومنها التطبيقات الصحيـة، والخدمات التعليمية، والتجارية.
وأنجزت المملكة منظومــة التعليــم الإلكترونــي، عبر منصة “مدرستي”، وأتاحت متابعة الدروس والاختبارات عن بعد، وعبر بث القنوات الفضائية “عين”، كما دعمت تطبيقــات الاجتماعــات والعمــل عــن بعــد، وصــولا لتطبيقـات التوصيـل والتجـارة الإلكترونيـة، والتطبيقـات الأمنيـة، حيث أثبتـت تلك المنصـات صحة توجهـات المملكـة التـي بدأتهـا منـذ سـنين بالاسـتثمار فـي التقنيـة.
ضمان انسيابية سلاسل الإمداد

قامت وزارة التجارة بدورها المهم خلال الجائحة، بتوفير احتياجات السكان من الغذاء والدواء والخدمات، وتنظيم آليتها، مع ظل منع التجول، مع المتابعة لضمان عدم التلاعب في الجودة أو الأسعار، وتغليظ العقوبات على المخالفين.
واستطاعت ضمان انسيابية السلع والخدمات والأدوية وممرات الشحن البحري خلال الأزمة، وشددت الرقابة على الأسواق، ومنعت محاولات استغلال الجائحة، ورصدت 218 سلعة حساسة، توبعت لضمان انسيابيتها ومراقبة أسعارها، وعملت على تحول المنشآت للتجارة الإلكترونية، وضبطت كميات ضخمة من المواد التي خزنت لبيعها بسعر أعلى، كم أجلت سداد رسوم السجلات التجارية لمدة 3 أشهر.
ونتيجة لتلك الجهود، وبعد تحسن الوضع الصحي، أُعلن في شهر شوال عن العودة التدريجية للحياة الطبيعية، وإقامة الصلاة في المساجد، وعودة الموظفين لأعمالهم وتشغيل الرحلات الجوية الداخلية، ووسائل المواصلات المختلفة، وأقيم حج عام 1441هـ، بعدد محدود من المقيمين داخل المملكة، وفُتح بعدها باب العمرة الداخلية والخارجية بأعداد محدودة.
المملكة توفر اللقاح للمواطنين والمقيمين مجانا

منذ بدء الجائحة لم تتوقف المملكة عن السعي الحثيث للحصول على العلاج أو اللقاح للفيروس الذي أثر في العالم كافة، وتضمّن ذلك تدعيم كل الجهود الدولية والمحلية، وأكد مسؤولو وزارة الصحة أن المملكة تشارك بكل الجهود العالمية لدعم جميع الأبحاث لتوفير لقاحات أو علاجات ناجحة لمقاومة الفيروس.
وأكدت المملكة، عقب إعلان قيام دول بتجارب سريرية على اللقاحات، أنها لن تعتمد لقاحا حتى تتأكد من مأمونيته وسلامته واعتماده، وهو ما حدث لاحقا مع لقاح شركة “فايزر- بيونتك”، فقامت المملكة بتوفيره للمواطنين والمقيمين مجانا، وبدأت التطعيم على 3 مراحل بالفعل في الرياض وجدة، وستنتقل إلى باقي المناطق الـ 13، مع دراسة جلب لقاحات أخرى ثبت نجاحها في التطعيم.

مقالات ذات صلة

إغلاق