المقالات

رثاء بعنوان. حروف من دموع

 

✍? الشاعر / أحمد بن محمد بن أحمد زقيل (أبو طارق )

 

كدمعةِ الطفلِ جئتُ الانَ مُتقدا

أُكابِدُ الحُزنَ في جنبيَّ والكمَدا

أهزُّ غيمَ المراثي كي تفيضَ على
رملَ السطورِ مجازا صارخا وصدى

كي ترتوي رغبةُ الأوراقِ عاطفةً
عصرتُ عينيَّ بالأحزانِ والكبدا

فكدتُ أعبرُ من سَمِّ الخياطِ لِما
برى النحولُ على توديعِها الجسدا

وكدتُ أسقطُ من هولِ المصابِ بِلا
وعيٍّ وأشربُ بالأسقامِ كأسَ ردى

الشّهقةُ الألفُ ما بينَ الضلوعِ غدتْ
تُصلي الحروفَ إذا ما أُطلِقُ النُهَدا

وإنْ بكيتُكِ طافتْ بين أخيلتي
مشاهدٌ صرتُ لا أُحصي لها عددا

دمي مدادُ مراثٍ.. كلّما طرأتْ
في البالِ فاض على الأوراقِ واحتشدا

يا أمَّنا انبجستْ هذي الدموعُ على
خدي كنهرِ لهيبٍ فارَ واتقدا

دمي يرتِلُ في ممشاكِ حرقتَهُ
منذُ ارتحلتِ إلى الرحمنِ ما بردا

أجرُّ لوعةَ أيامي وغربتَها
على الحنين كماشٍ دونَ أيِّ هُدى

( واااحرَ قلباهُ ) إنَّ الفقدَ أرّقني
حدَّ الشحوبِ وجفني قطُّ ما هجدا

أرضُ البديعِ تشظّتْ بالفراقِ أسىً
فمن سيمنحُها الٱصرارَ والجلَـدا

إخوانُها وبنوها كلمّا ذكروا
أطيافها لبسوا من حُزنهم بُرَدا

لم يبقَ بينَ عيونٍ وجهَها ألِفتْ
من لم تذقْ بعدما قد ودّعت سهدا

حُزنيِ عليكِ حكاياتٌ مُغلَّفةٌ
بالذكرياتِ وتاريخٌ من السُعدا

من كنتِ يومَ تضيقُ الأرضُ فسحتَهمْ
وكانَ كفُّكِ في حاجاتِهمْ سَندا

مازلتُ ألقاكِ أُمّاً في الخصال حوتْ
معنى الوقارَ تساوي الجارَ والولدا

ونراك دوما بفعل الخير عابقة
كالياسمينَ بعطرٍ طيبٍ ونَدى

فعالُكِ انتبذتْ بالخيرِ منزلةً
قُصوى وما هزمَ الإحسانَ منكِ مدى

وكل خير سيجزي الله فاعله
هيهات يذهب سعي المحسنين سدا

على ترابِكِ صلى الجودُ مُبتهلاً
يدعو الإلهَ بأنْ يمدُد إليهِ يدا

وأنْ يجودَ على الدنيا بمثلِكِ يا
بنتَ المتومِ أخرىً كي تُنيرَ غدا

وأنْ يُثيبَكِ بالرحماتِ جنتَهُ
مع النبيِّ إمامِ الخلقِ والشُهدا

 

رثاء في أم حسن ومحمد وجمال طاهر طيب. …رحمها الله رحمة واسعة وأدخلها فسيح جناته
إنا لله وإنا إليه راجعون. ..

مقالات ذات صلة

إغلاق