صحة
اتحاد الأطباء العرب يشيد بالتجربة الأردنية فى مكافحة “كورونا”
القاهرة -مني خليل
شرح الدكتور عدنان الضمور نائب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب والمدير الطبي في مستشفى الإسراء التجربة الأردنية في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ، والوصول إلى صفر إصابات في المملكة.
وأفاد الموجز الإعلامي حول فيروس كورونا المستجد في الأردن والصادر عن رئاسة الوزراء ووزارة الصحة بأن المملكة لم تسجل أي إصابة جديدة بكورونا بينما سجلت 11 إصابة لقادمين من الخارج.
وأعلنت الحكومة أن الإصابات القادمة من الخارج توزعت بين حالة لأردني عائد من دبي متواجد في الحجر الصحي و10 سائقي شاحنات.
وقال “الضمور” في تصريحات صحفية اليوم: بدأت خطوات الحكومة الاردنية في مواجهة الوباء مبكرا، ومنذ بدء اكتشافه في مقاطعة ووهان في الصين، حيث قامت وزارة الصحة بتجهيز 300 غرفة للعزل في مستشفى الأمير حمزة الحكومي، ووضع السياسات الخاصة بالتعامل مع الوباء، ثم تدرجت الخطوات تصاعديا مع إعلان اكتشاف بعض الحالات خارج الصين.
وأردف : قام المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، بإدارة الأزمة، بإشراف مباشر من الملك عبد الله الثاني، وباشر المركز بحملات توعية عامة حول المرض وطرق الوقاية منه، وتدريب الفرق المختلفة المتخصصة بمواجهة الوباء، وتزويدها بالمواد اللازمة، وتوزيع الأدوار بين المؤسسات المختلفة، وفي الاثناء تم احضار الطلبة الأردنيين في الصين بطائرة خاصة، وتنفيذ أول حجر صحي لهم في مستشفى الأمير حمزة.
ولفت الضمور إلى أن التحركات توالت بشكل متسارع عقب إعلان منظمة الصحة العالمية الوباء كجائحة عالمية، حيث تم تعطيل المدارس والجامعات وكافة المرافق التعليمية، وتفعيل نظام التعليم عن بعد، بدلا من ذلك، ووقف كافة التجمعات التي يمكن أن تنقل المرض، ومنها الصلوات في المساجد والكنائس، وعقد المؤتمرات، وحفلات الأعراس، ومناسبات العزاء، وتفعيل حملة “خليك في البيت” إعلاميا لحث الناس على عدم المغادرة لمنازلهم.
ونبه نائب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب أنه مع تطور الموقف تم تفعيل قانون الدفاع، وهو أشبه بقانون الطوارئ، حيث أعطى صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء بصفته وزير الدفاع للقيام بأي اجراءات للحد من الوباء.
وأوضح : جرى وقف حركة الطيران من وإلى الأردن، وكذلك إغلاق الحدود البرية والبحرية، باستثناء الشحن، وبعض الدبلوماسيين، وتم الحجر الصحي لكافة القادمين من خارج المملكة في فنادق مناسبة في منطقة البحر الميت، ووصل الأمر إلى حظر التجوّل لكافة المواطنين اعتبارا من يوم السبت 21/3/2020م، باستثناء بعض الفئات مثل: موظفي المستشفيات وضمن تقنين خاص، وبعض المؤسسات الحيوية، والسماح بالتنقل من وإلى العمل بتصريح خاص وشخصي.
وأكد الضمور الذي يشغل المدير الطبي في مستشفى الإسراء أن فرق التقصي الوبائي التي أطلقتها اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، والتي زادت على 400 فرقة، كانت من أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح الأردن في كبح انتشار وباء كورونا.
ومن بين العوامل الأخرى، قال الضمور إن عدد فحوصات التتبع للمخالطين والفحوصات العشوائية وصل إلى ما يزيد على 150 ألف فحص في محافظات المملكة المختلفة، فضلا عن الجهد الإعلامي المميز للحكومة عبر مؤتمر صحفي يومي يشرح للمواطنين تطور الحالة الوبائية، مع تزويدهم بتعليمات الحركة اليومية، وحظر التجوال، والمناطق المغلقة بالكامل، والتحكم بحركة السيارات داخل المدن حسب أرقام اللوحات الفردي والزوجي، ووسائط النقل العام التي بدأت ممنوعة بالكامل، وتم تخفيف القيود مؤخرا بعد الاطمئنان على الحالة الوبائية.
ومع استمرار الحالة الصفرية لتسجيل حالات الاصابة لبضعة أيام – استطرد – إلا أن هناك ثغرة تتعلق بسائقي الشاحنات القادمين من خارج الأردن، حيث كانوا يخضعون لفحص الPCR الاعتيادي عند الدخول، وبعد أن تظهر نتائجهم سلبية، ولكن للأسف ثبت أن بعضهم دخل المملكة وخالط العديد من أقاربه، مما رفع أرقام الاصابات إلى مستوى العشرين إصابة في اليوم، حتى وصلنا إلى يوم الأربعاء 13/5/2020م وعادت النتيجة الصفرية لعدد الحالات المسجلة من جديد في المملكة، ونأمل أن يستمر الوضع على هذه النتيجة في الأسابيع القادمة.