المقالات
أخر الأخبار

في الحسيني من الفواكه كثيرة

 

بقلم الكاتب : ضيف الله مهدي

في صباح يوم خميس جميل من شهر شعبان من عام ١٤٠١هـ ، أنطلقت ( قافلة ) عرس أخي الأكبر حسين مهدي من بيش إلى قرية الموسم الحدودية ، والقافلة تتكون من عدد من السيارات قلاب وهايلوكس وصالون وقلاب تويوتا وسيارات صغيرة .. وأنطلقنا في ذلك الصباح ومررنا بعدة مدن وقرى على طريقنا ، العزامة فالمحلة وأبو القعائد وأبو السلع ونخلان وصبيا والظبية وجيزان وأم كربوس وأحد المسارحة وصامطة وأم حظرور وديحمة وأم دغارير وغيرها من القرى حتى وصلنا للموسم .. وهناك أستقبلونا استقبالا رائعا .. إقترب وقت صلاة الظهر وصلينا ثم تغدينا وهناك في مجلس كبير جلسنا وهواة تخزين القات قد جلسوا يخزنون وأما نحن الذين لا يستهوينا القات فجلسنا نشرب الشاهي في نفس المجلس ومنهم أنا ومحمد أبو هادي ومحمد رشيد ويحيى بر علي وبعضا من أهل تلك القرية .. وفِي تلك السنوات الجميلة كان يصاحب تلك الجلسات مشاهدة الفيديو وأكثر ما يستهوي الناس أشرطة مسجلة من تلفزيون عدن للفنان فيصل علوي ومجموعة من الفنانين اليمنيين وراقصين وراقصات من الفتيات اليمنيات الجميلات .. ظهر في الفيديو طفل صغير يغني اسمه عبود الخواجة والذي أصبح فنانا مشهورا على مستوى اليمن والخليج ، وغنى ( في الحسيني من الفواكة كثيرة ) إلى أن يقول : أنا با تحمم على شاطئ البحيرة .. شدنا كثيرا ذلك الصوت الجميل والأداء المتقن وسط تلك الرقصات من الفتيات الجميلات المتزينات بفعاوي الفل المتدندل من أعناقهن على صدورهن .. اقتربت صلاة المغرب خرجنا أنا والمحمدين ( ابن عمتي المقدم محمد أبو هادي رحمه الله ومحمد رشيد ) ونظرنا لتلك الأجواء العرائسية الفرائحية والطبول قد دقت وأصوات النسوة المنشدات تلهب المشاعر والغواني والكواعب يتوافدن على بيت العروس من جميع الاتجاهات ، يا لذلك الجمال الرباني الباهر والفاتن .. نصف ساعة أو تزيد وصلينا المغرب وبعد ذلك تجهز بعضنا للعودة لبيش .. حيث عندي وعند محمد أبو هادي اختبارات الشهادة الثانوية وهو في القسم العلمي وأنا في القسم الأدبي ومادة الاختبار يوم السبت هي علم الاجتماع .. ركبت أنا والمحمدين في قلاب جابر أبو طالب عكيري وكنت وهما في الصندوق وطبعا القلاب تعرفونه وهو من نوع دايهاتسو وكان في جيبي خمسين ريال نفرت من الجيب من شدة الهواء .. أبوي الله يرحمه كان راكب مع يحيى بر علي في سيارته الكورولا ذات اللون الأخضر الفاتح طبعا النساء وبالذات القريبات جدتي وولدتي وخالتي وعماتي الله يرحمهن جميعا والعريس حسين يرحمه الله وخالي عيسى بقوا هناك ورجعوا عصرية الجمعة قبل أذان المغرب بقليل !!

بعد مغرب هذا اليوم الأربعاء الموافق ٢٢ شعبان ١٤٤١هـ كنت أتابع في فيديوهات الفيس بوك السيول والفيضانات التي هاجمت صنعاء اليمن وفجأة ظهر لي عبود الخواجة يغني ( في الحسيني من الفواكه كثيرة .. أنا با تحمم على شاطئ البحيرة ) فعصفت بكياني ذاكرة أربعون عاما بكل ما فيها من أحداث وذكريات وشخصيات قد فارقوا هذه الدنيا سواء من التي شاهدتها في الفيديو أو التي كانت معنا وعاشت وقد فارقتنا .. دخلت أتوضأ لصلاة العشاء وشريط الذكريات ما زال يدور في خاطري والمعاني تتداعي فبكيت عندما غسلت وجهي وطال البكاء .. رحم الله من رأته عيني وسمعته أذني وقد فارق حياتنا .

 

مقالات ذات صلة

إغلاق