المقالات

الوعي بخطر التهاب الرئة Covid-19 “كورونا ” بين الصين والسعودية.

سمية مؤذنة – الرياض

هل يجب أن يقودنا أحدهم لسلامة أرواحنا ؟

كتب الصينيون متكاتفين مع إيطاليا على الشحنات الطبية :
” نحن أمواج من نفس البحر ، أوراق من نفس الشجرة ، زهور من نفس الحديقة “

أرأيتم ذلك الشعب ؟
قد جمعتهم الكارثة ، ولم يكونوا تحت تصنيف الطائفية ، أو الأديان ، أو العلم ، والجهل ، هكذا واجهت الصين الجائحة بكل شيء تملكه .

لاحظنا مؤخراً أن هناك من يدعوا للاستغفار فقط وأنه يجب علينا الخروج والعيش بطبيعتنا ونتوكل على الله وندعوه ، وأننا أمام هذه الجائحة لن نستطيع بالتدابير الصحية عمل أي شيء .

فلتقولوا لهم :
في أي دين ذُكِر هذا ؟
إسألوهم عن الطاعون وكيف تمت مواجهته ؟

قال عبد الرحمن بن عوف للصحابة حينما اختلفوا في الوباء الذي اجتاح الشام : إن عندي في هذا علما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفارّ من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف) رواه أحمد.
نعم هذا مما جاء في الحجر الصحي في ديننا السليم .

إن هذا الوقت ليس للتفرقة ، والعنصرية ، التهاب الرئة Covid-19 “كورونا ” يحتاج إلى تكاتف إنساني .

ومن يدعو المؤمنين للتوكل على الله دون العمل بأسباب التوكل فقد أجرم في ذلك ، وحرف ، وابتدع ، وهو كمن يقول :
اعبر النار وتوكل على الله ، ونحن نعلم أن الله أمرنا بألا نهلك أنفسنا .. فكيف بك وأنت تهلك نفسك والإنسانية بهذا التنطع ؟

من المهم أن نطبق ما تقوله وزارة الصحة ، ونتعلم وننظر كيف أنه في الوقت الذي كان العالم يضحك فيه ويتنمر على الصين والعادات الغذائية هم عملوا ، تكاتفوا بكل إمكانياتهم ، ولم يلتفتوا إلى تخلي العالم عنهم ، بل أنهم كانوا ينقذون الإنسانية أولاً ولو بدأ الفايروس من مكان آخر كان سيكون أشد مما هو عليه الآن .

رأينا تخلي بعض الدول الكبرى عن دورها في مكافحة هذا الفايروس والتهاون به ، ورأينا دولتنا والأمان الصحي الذي نستشعره من الاحترازات التي تقوم بها ، والعمل الجاد ، والاستعدادات لمواجهة الخطر وإدارة هذه الأزمة .

ويبقى على المواطن في هذه الظروف أن يقوم بدوره للحفاظ على صحته وصحة من حوله ، واتباع تعليمات وزارة الصحة .

تم تعليق الدراسة ، واغلاق أماكن التجمعات ، قفل المنافذ البرية والبحرية وإيقاف بعض الرحلات من وإلى الدول الموبوءة ، ومع ذلك تتنقل العائلات في زيارات جماعية فيما بينهم ، ويذهب البعض إلى الكورنيش ، والمولات ..
وهذا يجعلنا نتساءل عن وعينا ومسؤليتنا ..
هل يجب أن يقودنا أحدهم إلى سلامة أنفسنا ؟

على كل شخص القيام بعمله وإدارة عائلته ؛ كي نساعد في التقليل من هذه الجائحة العالمية بما نستطيع .

للتذكير : إن الحجر الصحي المنزلي ، أو العزل الذاتي ، هو وسيلة سهلة بيد الجميع لحماية الجميع وأنفسنا قبل كل شيء .

عند الشعور بعرض الحمى وما إلى ذلك من الأعراض التي ذكرتها وزارة الصحة كل ما علينا عمله الاتصال بمركز خدمة وزارة الصحة : ٩٣٧ وسيوجهونا التوجيه الصحيح ، وسيقومون باللازم .

لمجتمع صحي لابد من وعي مجتمعي .

مقالات ذات صلة

إغلاق