المقالات

الــــــدنـيـا

هـي الـدنـيـا ولا تبقى بحالِ
فمن حالٍ تسـيـر بـنـا لــحـالِ

فـمـن فـرحٍ تُـبـدلـنــا لـحـزنٍ
ومـن هـجـرٍ إلـى طيب الوصالِ

وكـم شـخـصٍ بها أمسى سعيدًا
فأصـبـح فـي هـمـومٍ كالـجـبالِ

وكـم شـخـص له مـالٌ وجـاهٌ
يـعاني مـر سـقـمٍ واعـتلالِ

فـأفـنـى مـالـه يـرجــو شــفاءً
ومـا أجـداه نـفــــعـاً أي مـــالِ

وكـم نـاسٍ بهـا عـاشـــوا ملوكاً
فـمـا دامـوا و صـاروا للـــزوالِ

قضوا منها و ما خرجوا بشـيءٍ
وقـد عـاشــوا بهـــا بين اللآلي

وكـم نـاسٍ بهـا عـاشـوا بفـقـرٍ
ولم يجدوا سوى بعض السمالِ

فمـا يـأسـوا وعـاشــوا في كفاحٍ
لهـم حـلـمٌ إلـى نـيـــل المعـالي

ورغــم الفـقـر أعطـتـهم علوماً
تُـسـيـرهـم إلـى أعــلــى مجالِ

بـذاك العـلـم حـازوا كل مجدٍ
به ارتفعوا إلى الرتب العـوالي

وبيـن النـاس صــاروا مثل رمزٍ
وكـم ضــربوا بهم أحـلـى مثالِ

هـي الـدنـيـا تـغـيـر كــل حالٍ
و لا تـبـقـى فـدومـا ًبارتحــالِ

فكـن فـيـها كـمـن يمـشـي بليلٍ
ولا يـدري بمـا تخـفــى الليالي

وكـن حـذراً وإن كـانـت نعـيـماً
وإن جـادت لقلـبــكَ بالـمــنالِ

ونـل عـلـمـاً به تسـمـوه لـمجدٍ
بـه تعـلـو عـلـى كــل الرجــال

فـلا يـبـقـى بـذكـرك غير علمٍ
به تـغــدو كمـثـل البـدرعـالِ

وأفـعـالٍ بـهـا تمـضــي لـخـيـرٍ
فـسـر دومـاً إلـى طــيب الفعالِ

ولا تمـضـي إلـى فـعــلٍ رذيــلٍ
وكـن ذكـراً يعـطــر بـالـمـقـالِ

هـي الـدنـيـا سيـفـنى كل شيءٍ
ولا يبـقـى ســوى رب الـجـلالِ

الأستاذ الشاعر
عمرين عريشي

مقالات ذات صلة

إغلاق