المقالاتالمقلات

التعصب الرياضي الى أين

بقلم / علي احمد معشي

على مر العصور والأزمان كان التعصب دائماً مصدراً للفتن والمشاكل ومزرعة للحوادث والأخطار بدءاً بالتعصب القبلي وتعصب الجنس واللون وأشكال التعصب الكثيرة ومنها القديم والحديث وقد جاء الاسلام ليحط كل تلك الأشكال من التعصب والعنصرية تحت الأقدام ويمنع التنابز بالألقاب والانتقاص والتندر على الناس لاختلاف أشكالهم وألوانهم ومواقعهم الجغرافية و الديموغرافية .
و في العصر الحديث ، استمر التعصب وتمادت العنصرية ، رغم التطور المذهل في التكنولوجيا الحديثة التي فتحت العالم على مصراعية وجعلت الاتصال عبر القارات في متناول الجميع وأزاحت الحدود ليصبح العالم قرية كونية واحدة ، ومع ذلك لازال التعصب يستشري ويمتد بل ويتجدد في أشكال حديثة وعصرية وأقرب مثال على ذلك هو التعصب الرياضي ذو الأبعاد السلوكية الخطيرة على البنى الاجتماعية واللحمة المجتمعية مما أدى إلى سلوكيات خطيرة كالقتل والايذاء الجسدي واللفظي كما تسبب في التفكك الأسري والاجتماعي وايقاظ العداوات واشعال ادوات الاحتراب على كل المستويات والفئات العمرية ، وتسبب في غرس مفاهيم مغلوطة لدى الناشئة من الأبناء والبنات وربطهم بشخصيات ونوادي رياضبة يوالون ويعادون بناء على ميولهم لهذه الأندية والفرق الرياضية وابعادهم عن الأخلاق والروح الرياضية ، مما يشي بمستقبل مظلم قاتم الملامح لا يعلم أحد بالنتائج المنتظرة من وراء ذلك التعصب المريع والمخيف.
لا شك أن الاعلام اليوم بشتى أشكاله يتحمل مسؤولية عظيمة ، خاصة وأنه أصبح أحد أهم مصادر التوجيه والتوعية والتثقيف إلى جانب المؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس ومعاهد ومراكز تدريب وتطوير ولذلك يجب عليهم جميعاً القيام بواجبهم في حماية المجتمع من خطر التعصب بأنواعه وبالخصوص التعصب الرياضي المتلبس بالتنافس الرياضي والتشجيع الشبابي ، لكنه يمثل خطراً حقيقياً في تفكك المجتمع وقطع حبال الوصل بين الناس على مستوى الأسرة والعمل والحي وغير ذلك ، ولو استمر التساهل في هذا الأمر فإن عواقبه وخيمة ونتائجه ضارة بكل المقاييس .
بالمقابل يجب على الأسرة والمدرسة والاذاعة والاعلام المرئي والمقررء وقادة الفكر وذوي الرأي أن يبثوا رسائل ايجابية تشجع التنافس الشريف والخلق الرفيع وعدم تجاوز الحدود في التشجيع و التركيز على مكتسبات الوطن وانجازات المؤسسات الرياضية وتمثيل البلد في المحافل الدولية والفرح بكل منجز يصب في صالح وطننا الغالي ، وكل ذلك بحاجة إلى جهود كبيرة تتدارك الوضع وتردم الهوة الموجودة حالياً في شارعنا الرياضي .

مقالات ذات صلة

إغلاق