المقلات
التذمر والولاء الوظيفي …
مما لا يخفى على الجميع أن الموظف إنسان يؤثر ويتأثر بما حوله من أمور سواء كانت أمورا إيجابية او سلبية ويختلف الموظفين من حيث ولائهم من عدمه لمنظماتهم حسب الظروف البيئية المحيطه ، فكثيرا ما نجد ونلاحظ في بيئات العمل المختلفة سواء العامة منها او الخاصة شريحة معينة من الموظفين دائمي الشكوى والتذمر من العمل وآلياته وسياساته المتبعة وغالبا هذه الفئة من الموظفين تعبر عن مدى استيائها وتذمرها طوال ساعات العمل بخصوص كل كبيرة وصغيرة إلى الحد الذي قد يسبب إزعاجا وضيقا للموظفين الآخرين والرؤساء داخل المنظمة علاوة على الإنعكاسات السلبية على المهام الوظيفية الملقاة على عاتقهم ولعل لذلك التذمر أسبابه الكثيرة والمعلومة للكثيرين ممن يعملون في المنظمات الخاصة والوزارات الحكومية العامة ونذكر منها هنا على سبيل المثال لا الحصر قلة الرواتب مع تكاليف المعيشة العالية في الوقت الراهن ووضع بعض الموظفين في أماكن وظيفية غير ملائمة لإمكانياتهم ومقدرتهم العلمية والفنية والسيكيولوجية وأيضا قد يكون لتصرفات بعض المدراء او المسؤولين دور هام في انخفاض الروح المعنوية لبعض الموظفين وبالتالي زيادة تذمرهم وشكواهم كإجبار بعض الموظفين مثلا على القيام بأعمال إضافيه دون أجر إضافي مقابل هذه الأعمال كحافز مالي وأيضا عدم تحفيز الموظفين المميزين معنويا من قبل المسؤول وعدم الإشادة بإنجازاتهم مما يؤدي إلى كثرة التذمر والضجر والاحتجاج من طرف الموظفين وبالتالي يتولد لديهم احساس بعدم الولاء والإنتماء للمنظمة التي يعملون بها مما يحدو بهم إلى تصرفات سلبية تؤثر على سير عمل المنظمة بشكل عام كتخلي بعضهم عن إنجاز ما أوكل اليه من مهام وأعمال وظيفية وإذا قام بها تكون الجودة منخفضة وأيضا كثرة التغيب عن العمل والتعلل بأعذار واهية .
ومن وجهة نظر شخصية فإن القائد الفذ والمميز لا يتجاهل كثرة امتعاض الموظفين وتذمرهم وشكواهم في إدارته او منظمته بل عليه أن يدرس تلك الجوانب السلبية ويقوم بتحليلها وقياسها ليتخذ بناء على ضوء ذلك مجموعة من الإجراءات الفعالة التي تجعل منها إيجابية معززا بذلك ولاء وإنتماء موظفيه للمنظمة التي يعملون بها وذلك من خلال تحفيز موظفيه والإشادة بالمميز منهم أمام زملائه ومنحه شهادات ثناء وشكر وتقدير وانتهاج سياسة التدوير الوظيفي للموظفين لقتل الروتين العملي المعروف لدى الجميع ومساعدة العاملين بالمنظمة على اكتساب الخبرة وتطوير قدراتهم ومهاراتهم الوظيفية . ولعل الإدارة العلمية الحديثة قد أوجدت الكثير من الوسائل الإدارية الخلاقة والفعالة التي تعمل وتساعد على مكافحة تراجع الأداء الوظيفي في المنظمات .
وأخيرا وليس آخرا فلكي تقضي المنشأة او المنظمة على التذمر الوظيفي وتحصل على ولاء موظفيها فيجب عليها أن تزرع مفاهيم العدل والانصاف والمساوة بين جميع العاملين لديها وأن تحرص كل الحرص على تعزيز الحب والاحترام والتقدير في اروقتها المختلفة وأن تعمل على مساعدة موظفيها في تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والعملية وحياتهم الشخصية محاولة بذلك إلى أن توفق بين أهدافهم وطموحاتهم وأهداف وطموحات المنظمة .
بقلم الكاتب/ يحي قرادي