المحليات

عصافيرُ الجراحِ

غبشٌ يحاصرُ فجرَنا المجروحَا
ودمٌ يُعَمِّقُ جرحَنا المفتوحَا

وسنابلٌ بيضٌ وشوقٌ أخضرٌ
وعبيرُ زهرٍ ضمَّنا ليفوحَا

وهوىً بعينيكِ اشتهيتُ وَصَوْبَهُ
جسدي تسلَّقَ بالحنينِ الرُّوحَا

أَلْقِي تجاعيدَ المساءِ وعطِّري
بشذا التَّوَلُهِ أنجماً وسفوحَا

وَضَعِي النجومَ براحتيكِ قصائداً
-سَكْرَى – وَطفّي باللقاء جُموحا

لا تُعْلِني -قَبْلَ اكتمالِ غرامِنا-
هجراً، ولا تسقي النزوحَ نزوحَا

إن لم نكنْ بالحبِ بلسمَ أهلِهِ
عارٌ علينا أن نكونَ جروحَا!

يَبِسَتْ غيومُ الشّوقِِ قَبْلَ أوانِها
والنهرُ جفّفَ سِرَهُ المفضوحَا

وَشَكَتْ عصافيرُ الجراحِ غيابَها
والأيكُ يَنزفُ لهفةً وطموحَا

واستعْبَرَت أوتارُ منفانا بنا
كنّا العيونَ و دمعَها الممسوحَا

كنّا على الزهرِ اشتهاءً أبيضاً
وندىً يُتمْتِمُ بالهوى ليضوحَا

وهناكَ يختصمانِ قبلَ وجودِنا
عشقانِ يَسْتَرِقَانِنا ليبوحا

ونظلُ ننثرُ للأماني خبزَنا
ونبيذَنا قَبْلَ الصباحِ صَبوحَا

من شهوةٍ لم تَبْدُ بعدُ ورغبةٍ
كنَّا أثيراً شامخاً وصُرُوحَا

كتبَ الإلهُ بلوحهِ لن نلتقي
ويدُ التشوق لن تطالَ وضوحا

معنى المحبةِ غامضٌ لم نكتشف
أقصاهُ بَعْدُ ولو أطلتُ شروحَا

هَبْنِي من الأيامِ ما أهوى وخُذْ
بيدي لأبلغَ عشقَكَ المسموحا

آذَنْتُ عنكَ فلا تَعِدْنِي أن أرى
قَدَرِي وتخلف وعدَكَ الممنوحَا

تَعِبَتْ من الأسفارِ بيضُ مراكبي
والبحرُ زادَ مع الرياحِ جُنُوْحَا

الآنَ أَسْتَلْقِي وأَعْلَمُ أَنّنِي
للحُبِّ كنتُ الناصحَ المنصوحا !

إبراهيم جابر مدخلي

مقالات ذات صلة

إغلاق