المحليات
أخر الأخبار

(الفلكي الجدير…عايل الأمير)

المبدعون هم وحدهم دون سواهم
والمعنيون قبل غيرهم بالتصدي
لدراسة الظواهر الطببعية ،وسبر
أغوار الفضاءات الكونية ،والتطواف
في عوالم المدارات الفلكية، والأبراج
الحسابية،لما في ذلك من ملامسة
وثيقة لنظام الحياة على هذا الكون
ومايقترن به من ظواهر مناخية وطقسية، تؤثر تأثيرا مباشرا في
الأنماط الحياتية، والأساليب المعيشية
والمسارات الحراكية للإنسان منذ
خلق الله البشر وإلى أن يرث الأرض
ومن عليها ، وهو الأمر الذي جعل ثلة
من النابهين على مر التاريخ يهتمون
بدراسة النجوم والأنواء وعلاقتها
بفصول السنة، وحركة الرياح وأوقات
الزراعة ،ومواسم البذر والتقلبات المناخية ، ومدى تأثيرها على رخاء
الإنسان من عدمه، كيما يكون مؤهلا
للتعامل مع كل الظروف والمتغيرات
المألوفة وغير المألوفة، ويعتبر الاستاذ المتألق/عايل بن علي يحي
الأمير، من الثلة المتميزة على مستوى
منطقة جازان ، بل على مستوى المملكة، ومن الأفذاذ القلائل الذين
وهبوا جل وقتهم، وثمين حياتهم
وكل إمكاناتهم ومدخراتهم الفكرية
والمادية، لدراسة الظواهر الفلكية
وعلاقتها بالتنمية الزراعية في منطقة
جازان، مما جعله باحثا متمكنا وخبيرا
مبرزا ومرجعا فلكيا متفردا يصدر عن
رأيه ، ويعتد بمجهوداته البحثية وتجلياته العلمية ، بل ويعول على
استنتاجاته الحسابية الفلكية ومعامل
الارتباط بينها وبين مواسم الزراعة
وحركة الرياح والأمطار والتقلبات
المناخية في منطقة جازان، كما يبدوا
ذلك جليا في كتابه القيم في طبعته الثالثة والمعنون:
ب(اختفاء الثريا وظهورها في تحدبد
مواقيت دخول فصول السنة ، ومواسم الزراعة في منطقة جازان)
وهو كتاب قيم وفريد من نوعه ، كما
يدل على ذلك، ماحظيت به الطبعة
الثانية ، فور صدورها من إشادة وتقدير من العديد من كبار المسؤولين
والشخصيات الاعتبارية، حيث توشحت الطبعة الثالثة بعشرات الخطابات من شهادادت التقدير
من لدن تلك الشخصيات الفاعلة
وفي طليعتهم صاحب السمو الملكي
الأمير محمدبن ناصر أمير منطقة جازان، بالإضافة إلى:
* عدد من اصحاب المعالي الوزراء.
* مديري الجامعات بالمملكة.
*مديري العموم .
*مدير عام الهبئة العامة للأرصاد
وحماية البيئة بالمنطقة.
* مدير عام مركز الأبحاث الزراعية
بمنطقة جازان.
* بالإضافة إلى عديد من الرموز الفكرية والعلمية والفلكية بمنطقة
جازان وسواهم.
وفي واقع الأمر أن من يمعن النظر
في محتوى الكتاب لايمكنه أن يشيح
بوجهه عن حجم المجهودات العملاقة
التي بذلها المؤلف في جعل هذا الكتاب مرجعا يسترشد به كل من يعنيهم شؤون وشجون استدامة النهضة الزراعية في منطقة جازان.
حيث يتضح جليا بأن قيمة هذا الكتاب سواء أكانت في محتواه أو
توقيته بالإضافة إلى مراميه، عالية
جدا، وذلك لتضافر جملة من الأسباب
ولعل من أبرزها:
#كون منطقة جازان ذات طقس
زراعي على مدار فصول العام.
# اختلاف التضاريس الطبيعية في
منطقة جازان .
#ترامي أطراف منطقة جازان وخصوبة أراضيها مما يجعلها واعدة
على الدوام بالتنمية الزراعية المستدامة ، وما يقترن بها من صناعات ومنتوجات رديفة.
# توافق محتوى الكتاب مع رؤية
المملكة الطموحة(30- 20), وبالذات
فيما يتصل بالتنمية الزراعية المستدامة.
# الأسلوب المشوق الذي انتهجه
المؤلف في صياغة مادة الكتاب.
# الجداول والرسومات والصور
البيانية والموجودات التراثية الزراعية
التي تحفل بها متطقة جازان.
# المصطلحات الزراعية ودلالة
كل مصطلح .
# أن المؤلف زواج بين الخبرة الحياتية والمشاهدات الشخصية
والرجوع إلى المصادر العلمية
والتواصل مع الشخصيات الفلكية
في منطقة جازان.
#أن المؤلف استقطب كل ما في وسعه الوصول إليه من التجارب
والخبرات الزراعية والفلكية في
سائر محافظات ومراكز المنطقة،
وجوانب الالتقاء وأوجه الاختلاف.
وقد أشار المؤلف الاستاذ عايل الأمير
في مدخل الطبعة الثالثة إلى التعريف
بمرامي هذا الكتاب المتفرد حيث نص
على أن( هذا الكتاب مختص بحساب
المواسم الزراعية في منطقة جازان
وفيه شرح مفصل لدخول فصول السنة ومواسم الزراعة ومنازل النجوم
ومواسم الري وبذر الحب).
كما أكد المؤلف في معرض سعيه
لتحقيق أقصى درجات الإفادة من
الكتاب ، على أن بحثه يركز على:
($ حسابات حساب منطقة جازان
وأنه الموافق لحساب العرب.
$مراحل الانتاج الزراعي والنباتي.
$دخول المواسم الزراعية في المنطقة.
$ بداية ونهاية المذاري لكل موسم.
$ ربط بداية المنازل والموسم بالأشهر الميلادية والأبراج المعروفة.
$دوائر وخطوط الطول وصلتهما
بالفصول الأربعة والعوامل المناخية.
$ معرفة المناطق الحرارية على سطح الأرض.
$معرفة الطالع والغارب والمتوسط
والوتد للمنازل – بالفجر والعشاء.)
وإن مما زاد من قيمة الكتاب العلمية
ومكانته التنموية ، أن المؤلف عمد
إلى إعداد جدول وصاغه بأسلوب
استقصائي بديع للغاية أبان فيه
مواقيت دخول مواسم الزراعة عند
الحساب في متطقة جازان، وعددهم
خمسة عشر حاسبا، من مختلف محافظات ومراكز متطقة جازان
وقد نسب وبكل أمانة لكل حاسب
مواقيت دخول مواسم الزراعة في
جهته، وهو ولاريب مجهود عملاق
يسهل على المزارعين الرجوع إليه
والإفادة منه بكل يسر وسهولة
ويعتبر وبحق واسطة عقد الكتاب.
وحري بالذكر أن المؤلف قد رصد
حركة هبوب الرياح الموسمية
( الغبرة )خلال مايربو على عشر
سنوات ، وذلك لأهمية هذا الموسم
والذي يعتبر شغل الناس الشاغل في
منطقة جازان، حيث تهب رياح شديدة محملة بالغبار التي قد تحجب
الرؤيا وتتسبب في مصاعب جمة منها
ما كان منها متصلا بالزراعة أو بالحد
من حركة الناس وكثرة الحوادث خلال موسم( الغبرة) على مدار
تسعين يوما تقريبا، تتفاوت فيها
درجة حدة الرياح بحسب منازل
الغبرة واختلاف الظواهر المناخية،
ومع ذلك فإن منزلة ( الزبرة) ومايتلوها من منازل غالبا تكون
واعدة بهطول الأمطار وجريان السيول وري المزارع ، كما يتفاؤل
بتسميتها المزارعون ( بمعاين الخريف) أملا في موسم خريفي
خصيب، وقد خلص الباحث من
خلاا تتبع مواسم الغبرة على مدار
اثني عشر عاما ،بأن موسم بدأ
الغبرة غالبا يكون في الثلث الأخير
من شهر (يونيو) من كل عام.
كما استعرض المؤلف أنواع ومسميات
الرياح التي تهب على جازان على مدار العام من سبع جهات ، ومن أشهر
أسماء تلك الرياح(الشمال، والنكباء،
والصبا، والغبرة، والدبور..وغيرها)
وقد عمد المؤلف إلى التفصيل في
أوقات المذاري والزراعة ، خلال
فصول العام وربطها بالمنازل والنجوم
مع التأكيد على الأوقات المثلى للزراعة، والتنويه للمحاذير التي يتعين على المزارعين تجنبها والوقاية
منها، بما يكفل لهم مواسم حصادية
ممرعة ومجزية.
ولم يغرب عن بال المؤلف التاريخ الزراعي السحيق للمنطقة، وسنوات
القحط العجاف التي ماتزال محفورة
في ذاكرة المنطقة، ومن تلك السنوات
المجدبة :
* سنة أم العظام مابين ٩٧٢-٩٧٨ه
* سنة كشمة….. .
* سنة ملربع ( ملء الربع)
*سنة الشربتلي ١٣٧٠ه
*سنة دوقة ١٣٩١ه.
كما اشتمل الكتاب على صور بديعة
لأهم الأشجار الاستثمارية في المملكة
ومن ذلك ، السدر، والآراك، والدوم ،
والنخل، والسمر، والسلام، والليمون
والبن، والبرتقال، والمنجا، والعنبرود
وغيرها الكثير مماتزخر به المنطقة
مما يعكس الثراء الزراعي والجدوى
الاستثمارية طيلة فصول العام.
ولم يعزب عن بال المؤلف أسماء
الأدوات الزراعية المستخدمة قديما
في الحرث وكل مايتصل بشؤون
الزراعة ، مدعما ذلك بالصور التوثيقية
حتى لايندثر هذا الإرث التاريخي جراء مزاحمة الآلات الزراعية الحديثة
له، بحيث أصبح جزأ من ذاكرة المتطقة الزراعي ، حفظه للأجيال
الأستاذ عايل الأمير ، في كتابه
النفيس هذا، موضحا كيفية استخدام
كل آلة.
كما لم ينس المؤلف أسماء الشجر
والشجيرات التي كانت تستخدم في
بناء( العشش والعرش) ومن ذلك
أشجار( الأثل، والمظ، والمرخ، والثمام
والإجليل، ونحوها مدعمة بالصور
الزاهية والمتاظر الباهية.
ولعل من بين جوانب الإبداع التي أتقنها المؤلف إيراده لصور توضيحية
لنجوم الأبراج كما صورها وتخيلها
الأقدمون ، بحيث يضاهي كل برج
صورة مسماه، كبرج العقرب على
هيئة عقرب، وبرج الميزان على
شكل ميزان، وبرج القوس على غرار
قوس…وهكذا بقية الأبراج، بحيث
ترسخ في الذاكرة، وتثير العبرة
والاعتبار لأولي البصائر والأبصار.
كما أورد الباحث رسما توضيحا لمطالع النجوم، وفصلها بشكل
دقيق للغاية، وعززه بإعداد جدولة
لمواعيد منازل الطالع والغارب والمتوسط والوتد- بالفجر والعشاء.
مستشهدا ببعض الأبيات الشعرية
الداررجة على ألسنة المهتمين بمنازل البروج ومواقع النجوم، والتي من أشهرها قصيدة الشاعر راشد الخلاوي،
وكذلك قصيدة في وصف المنازل للشاعر علي بن أبي طالب المخشان،
بالإضافة إلى منظومة العلامة عبدالله
بن علي العمودي، في ضبط حلول الفصول الأربعة على الأشهر الرومية.
كما نبه المؤلف عايل الأمير إلى انه
( تختلف مسميات الفصول الأربعة عند حساب منطقة جازان عن مسميات الفصول الأربعة حسب
تقويم أم القرى في نجد والشمال
ومن معهما ، واوضح جوانب الاختلاف مدعومة بالمقارنة
والصور والتحليل المنطقي
والموضوعي في آن معا ،.كما أورد
الصور التوضيحية لدوائر العرض
وخطوط الطول، وصلتهما بالفصول
الأربعة والعوامل المناخية، في
منطقة جازان.معللا أسباب حدوث
الفصول الأربعة.
كما خلص المؤلف إلى جدولة تبين
ترتيب فصول السنة ومواسم الزراعة
وتوزيع النجوم الفلكية عليها ( حسب
مفهوم حساب منطقة جازان وحسب
تقويم ام القرى).
كما أعد جداول موسعة ومفصلة لمواسم الري والبذر في منطقة جازان،
كما اشار إلى الظواهر التي تسبب تراجع وضعف المحاصيل الزراعية
وكذلك أتى على ذكر الأمراض والحشرات التي تصيب الذرة
الرفيعة وطرق علاجها.
كما وضع آليات مزمنة لزراعة كافة
أنواع الحبوب والخضروات والفواكه
والورقيات والبقوليات والبن ، على
مدار العام، وأشار كذلك إلى بعض
الطيور المهاجرة التي تفتك بالمحاصيل الزراعية الموسمية وبالذات ( طيور الرجاف المهاجرة)
التي تلحق أضرارا بالغة بسنابل
الذرة والدخن،على وجه الخصوص.
وصفوة القول فإن هذا الكتاب يعد
من أهم المراجع الفلكية في منطقة
جازان في مجال التنمية الزراعية
المستدامة وعلاقتها بالابراج والمنازل الفلكية، وقد أبدى فيه
ومن خلاله المؤلف جهدا مضنيا
ينم عن عشقه وبراعته في حفظ
وإبراز وتطوير التراث الزراعي والتنموي لمنطقة جازان، وقد سلك
المنهج العلمي الرصين ،في إخراج
مادة هذا الكناب على نحو بهيج
وبأسلوب بديع، بحيث يسهل على
القارئ الحصول على بغيته والوصول
إلى مراده دونما أدنى مشقة أوعناء
لاسيما وأن الصور والجداول التي
طرز بها الكتاب قد أضفت عليه
توهجا وبهاءا.
ولذا أوصي بالآتي:
* أقترح على الإدارة العامة للتعليم
بمنطقة جازان الطلب من مقام الوازرة
بأن يكون هذا الكتاب ضمن موحودات المكتبات المدرسية ، كمرجع يحوي تراث المنطقة الزراعي.
* أقترح على الجهة المسؤولة عن لجان التنمية المحلية، بمنطقة جازان
تنظيم فعاليات لمؤلف الكتاب، لتنشيط الذاكرة المجتمعية حول
هذا الإرث الزراعي الثمين.
* أقترح على النادي الأدبي بمنطقة
جازان استضافة المؤلف في أمسية
زراعية جازانية سندسية.
* أقترح على فرع وزارة الزراعة
بالمنطقة ،تنظيم زيارات مجدولة
على كافة الفروع بالمحافظات
والمراكز للتوعبة بمحتوى الكتاب.
* أقترح على إدارة مركز الأبحاث
الزراعية بالمنطقة، عقد ورشات
عمل حول مادة الكتاب.
* أقترح على الهيئة العامة للأرصاد
إيجاد مراكز رصد لتحري رؤية
الأهلة في كل محافظة على أن تكون
طوعية، ويشكل لها مجلس إدارة
من الخبراء بحيث يكون المؤلف
عضوا فيه.
ومن هنا يمكن الخلوص إلى أن
المؤلف الاستاذ/ عايل بن علي يحي الأمير، قد أبدع أيما إبداع من خلال
هذا العمل البحثي المتقن ، مما يدل
على غزارة علمه، وقوة تجلده، في
تتبع الظواهر المناخية والطبيعية في
منطقة جازان والرجوع إلى المصادر
العلمية التي يعول عليها فلكيا وحسابيا حتى خرج عمله هذا في
حلة قشيبة وصورة بهية مضمخمة
بعبق الأرض الجيزانية ، وفواحة بعرق
الآباء والأجداد ، الذين كانوا على بساطنهم وأمبتهم، من أعرف الناس
بالأنواء ومطالع النجوم وعلاقتها
بالنشاط الزراعي ومواسمه، .. ولذا حرص المؤلف على صون هذا
الإرث من الأفول والإندثار ،وقدم
رسالة لا لبس فيها ولاغبش بأن
منطقة جازان حاضنة استثمارية
واعدة وبأن الرؤية(30-20) تتيح
لها كل مقومات وأسباب الإزدهار
الزراعي، والنماء التجاري المتوازن.
ولذا فإنه يستعذب أن تصدح منطقة
جازان في أفلاك الزمان، وخصيب المكان، بأن الاستاذ عايل الأمير
فلكي إبداعي قدير، وباحث وطني جدير، وخبير زراعي بصير.

د.علي جمال الدين هيجان.
مكة المكرمة.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق