المقالات

ثلاثاء الفرح

 

بقلم : أ. نجود عبدالله النهدي

أطل شهر شوال مبشرا بحلول أول أيام العيد السعيد وتبدأ الأيادي بالمصافحة وتتعالى الضحكات والزغاريد تعلو المكان من منا من يستطيع نسيان ليلة العيد يوم كنا صغارا يوم كنا نحلم ليلاً نهاراً بلبس الجديد من منا لا يذكر السعادة التي كنا نشعر بها عند سماعنا لكل تكبيرة من تكبيرات العيد من منا من لم يخفق قلبه فرحا بسماع المذيع على شاشة التلفاز معلنا بأن غدا هو أول أيام العيد وهناك الكثير الكثير من الذكريات الجميلة الممتعة التي يصعب نسيانها .

عندما كنا صغاراً حفظنا كلمات عن معنى العيد بأنه فرحة ..

كأطفال كان العيد بالنسبة لنا هو للعب وجمع “العيديات”، اليوم عندما كبرنا فهمنا المعنى الحقيقي لمفهوم أن العيد فرحة بوجود أحبتك من حولك وأنتم جميعاً بخير وسلام دون أن يأخذ الموت واحداً منهم، و بوجودهم جميعاً دون أن يتفرقوا متباغضين، وبأن فرحة العيد تصنعها القلوب الطيبة التي لا تتوقف عند الخلافات، بل تصنع لها حلاً قبل أن تكبر ويكبر معها الندم إذا ما تقدم العمر أو أخذ الموت فجأة من كنت على خلاف معه من إخوتك أو أحبتك،

تكون فرحة العيد عند الأطفال أكبر عندما يرتدون الملابس الجديدة وينتظرون العيدية ومن ثم التوجه للعب بالألعاب النارية أو الذهاب إلى الحدائق والمطاعم والامر لدينا في العيدية بوطننا يشمل أيضا للكبار وللنساء المتزوجات.

وعندما نتحدث عن العيد في السعودية فإن الحديث يدور حول وصف الكرم وحسن الضيافة بشكل فائض جدا فرائحة القهوة العربية السعودية تنطلق منذ صباح يوم العيد إيذانا بفتح البيوت أبوابها لاستقبال الضيوف
وتتميز السعودية بالتجانس في ثقافاتها الأصيلة حيث تضم عددا من العادات والتقاليد التي تمتزج بين الأصالة والحداثة لذا لا تختلف مظاهر استقبال العيد كثيرا عن البلدان المحيطة بها.

وبعد صلاة العيد التي تحضرها الجموع الكبيرة والتي تملأ الشوارع حتى في المساجد الكبرى بالمدن يتوجه الناس للاجتماع في منزل “العائلة الكبير” لتناول وجبة الإفطار ومعايدة الأهل، وبعدها يخرج الجميع لزيارة الأصدقاء والأقارب.

تتنوع الحلويات وألذ الأصناف كما يفضل السعوديون شراء العيدية التي سيقدمونها للأطفال قبيل ساعات فقط من صباح اليوم الأول للعيد فتمرّ ليلة العيد بيضاء لا ينام فيها أغلب الناس ويفضلون التوجه إلى الأسواق التي لا تغلق أبوابها إلا قبيل شروق الشمس وبدء التوجه نحو المساجد.

عندما تدخل البيوت للمعايدة فسوف تجد الموائد جميعها وقد تزينت بالكرم متمثلة في القهوة والحلويات مختلفة الطعم والمعمول وهي الأشياء التي لا يُستغنى عنها في إطار العادات والتقاليد سواء بشرائها من المحلات أو بإعدادها في المنزل .

وفي أول يوم في العيد حاول أن تبادر بإنهاء أي خلاف أسري وقطع هذا الجفاء بينكما، حتى نكون اصحاب قلوب متسامحة وانفس متصافية نقية ، لا أشك بأننا جميعا نملك كل هذه الصفات فلنبادر عاجلا غير اجل .

وكل عام وانتم بخير

الوسوم

مقالات ذات صلة

إغلاق