المقالات
مجلس السبعات وإثراء القيمة الثقافية والفكرية
بقلم : خالد السقا
تشتهر المنطقة الشرقية بإنتاجها الأدبي والعلمي الرفيع والغزيز، وذلك يؤكد وجود الكثير من العلماء والأدباء والخبراء الذين ينتمون إليها وإلى أرضها التي تفيض خيرا لكل بلادنا الغالية، فهي إذن أرض عطاء وكذلك إنسانها الذي أثبت على مر الأيام أنه يملك الكثير من العبقرية الإنسانية التي تضعه في مواقع علمية ومعرفية وثقافية متقدمة، كيف لا وهذه أرض الحضارة والتاريخ والعراقة التي تسير بها الركبان.
وكعادة أهل الشرقية في لقاءاتهم فإنهم لا يتوقفون عن تنظيم الفعاليات التي تجعلهم أكثر حيوية وفعالية خاصة فيما يتعلق بالجوانب الفكرية الثقافية، وهناك العديد من المبادرات والمؤسسات والكيانات ذات الثقل التاريخي في مسيرة العطاء الأدبي والثقافي والفكري، ويبرز من بينها مجلس السبعات الذي يستضيف بصورة دورية كثير من نخب المسؤولين والمثقفين والمبدعين في مختلف مجالات الإبداع والحضور الثقافي المميز.
هذا المجلس يجسّد إحدى حالات التطور والنمو الثقافي المستمر في الشرقية في جميع مدنها، وقد كان له خلال شهر رمضان المبارك دوره في الفعل الثقافي والأدبي المميز الذي درج عليه من خلال أمسياته التي تستضيف العديد من المبدعين والمفكرين وأهل الرأي، ومن خلال ما يتم تقديمه تجد نفسك في عالم بديع ورائع من المعاني والجمال الذي يتدفق من ثنايا المفكرين والمبدعين الذين يخدمون بالفعل قضايا الثقافة والإبداع والوعي والتنوير بما يطرحونه ويقدمونه من أعمال ورؤى مبتكرة وجديرة بالتوقف عندها من خلال النقاش والبحث المعمق.
في الواقع يمثل مجلس السبعات نموذجا متطورا وحيويا للمجالس الثقافية والفكرية عالية القيمة المعرفية والمجتمعية، والأهم في ذلك تقوية مبدأ تلاقح الأجيال من خلال اكتمال الفائدة بحضور الشباب اليافع لهذه الأمسيات التي تقدم لهم ما يدعم تطورهم المعرفي والفكري، وتلك هي الغاية من وجود المبدعين والمفكرين تحت سقف واحد مع عناوين فكرية مختلفة ومتنوعة بهدف تحقيق الإثراء المعرفي والثقافي الذي يهدف إليه المجلس.
يعمل جميع القائمين على مجلس السبعات على التأكد من فعالية الطرح الفكري والثقافي في أمسيات المجلس وذلك ما يبدو واضحا من تناغمهم وحسن إعدادهم ونوعية الضيوف الذين يقدمون حتى من دول الخليج، وهم مبدعون ومفكرون يثرون العمل الثقافي والإبداعي بجديدهم الذي يلتقي مع رصفائهم السعوديين في مثل هذا المقام الثقافي المتميز الذي يزدهي بجميل الحضور ورائع الطرح الذي يضيف إلى الذائقة والعقل ما يعمل على تحقيق المتعة والفائدة في وقت واحد.
لا نخصص الشكر والتقدير لرئيس المجلس فقط وإنما لجميع أعضائه الذين يؤدون بدورهم جهدا كبيرا وثريا يليق بقدرة المجس في الإسهام المعرفي والثقافي، وهو الدور الذي ظل يتواصل بلا انقطاع من أجل مجتمعنا الشرقاوي خاصة، وبلادنا الغالية عامة، ونتطلع في مقبل الأيام أن يقدم المجس مزيدا من الإبهار والفعل الثقافي الرائد على المنهج الذي يقدم به أمسياته مع النخب الفكرية والثقافية.