هيفاء الأمين -أبوظبي
في يوم الثلاثاء وبآخر أيام المعرض الموافق 30 ابريل 2019، من منبر مؤسسة بحر الثقافة بمعرض أبوظبي للكتاب 2019، وبحضور سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة ” بحر الثقافة ” بأبوظبي وبحضور كبار الشخصيات وسمو الشيخات الشيخة شيخة وحشد كبيرمن أصحاب المعالي والسعادة، والوجوه الثقافية والإعلامية والأدبية ومحبي الأدب والثقافة. ومن ضمن فعاليات المؤسسة في جناحها في محاضرة عنوانها: “الأنثى في لعبة قواعد ذكوريّة “
ذهبت الدكتورة بدريّة البشر بنا إلى أنّ موضوع المحاضرة عرضٌ لكتاب شرعت في كتابته عن النّساء الخاضعات، المستكينات لهيمنة الرّجل، واللواتي حقّقْن ذواتهنَّ من خلال القبول بهذه الهيمنة، وترى أنّ واقع المرأة تغيّر في العالم كلّه، وفي الوطن العربيّ أيضاً، وتؤكِّد أنّ المرأة حقّقت الكثير ممّا كانت تحلم به، واستطاعت أن تتبوّأ مناصب حسّاسة، وتنهض بمسؤوليّات جسيمة، ولكنّ ذلك كلّه لم يوصلها إلى السّعادة المرجوَّة، ولم يحقِّق لها التّوازُن المطلوب.
وفي رأيها أنّ المرأة العربيّة غدت مثقلة بالتّعب بعد خروجها إلى العمل، لأنّ نجاحها واستقلالها الماديّ لم يُفضِيا إلى اقتناعها بأنّها حقّقت ذاتها، أو حافظت على كينونتها من التّشظّي، بل إنّ ذلك كلّه في رأيها أوصلها إلى الاغتراب، وإلى الإصابة بالاكتئاب والقلق والتّوتُّـر، فضلا عن أنّه حمّلها أعباء كثيرة ما كانت تنهض بها من قبل، أو يُطلب منها القيامُ بها.
وترى الدكتورة البشر أنّ زيادة الأعباء التي واجهتها المرأة أجبرها على أن تكبت الجانب الأنثويّ في داخلها، وتفرح بما حققّته من نجاح في الخارج من دون أن يخلِّصها ذلك من الضّغط والتّوتُّر، ويُوصلها إلى الحريّة التي كانت تحلم بها، وأنّ ذلك أنساها الالتفات إلى مشاعرها وأحاسيسها وإيلائهما الاهتمام الكافي، ولذلك اضطرت إلى كبت مشاعرها وأحاسيسها، وغدت تحسّ في أعماقها بأنها تعاني من حالة خواء عاطفيّ ووجدانيّ، وتفتقر إلى الطُّمأنينة والسّكينة اللذين يجب أن تصل إليهما بعد النجاحات التي حقّقتها في عملها.
وفي رأيها أيضاً أنّ المرأة ظلّت عاجزة في ضوء ذلك عن الشّعور بالاستقلاليّة، وتحقيق الذّات، لأنّ نجاحها ضمن لها الدُّخول إلى البرج الذكوريّ، والاستيلاء على مساحة واسعة منه، إلى أنّ ذلك لم يترافق بوصولها إلى حالة الاستقرار النفسيّ المنشودة، وظلّ المجتمع ينظر إليها على أنّها تتمتّع بمواصفات الرّجل النّاجح لا غير، أو أنها (امرأة حديديّة) لا أكثر كما وصفت مارغريت تاتشر، أي أنّها بقيت في نظر المجتمع مشابهة للرّ ووجداني جل وليس امرأة ناجحة تختلف عنه.