تكنولوجيا
حتى لا نجد أنفسنا بلا “إعلام رسمي” .. تنظيم عمل “السنابيين” مطلب وهذه أسبابه
الرياض -شروق الحارثي
أعاد توجيه وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف؛ التحقيق مع أحد مشاهير “السناب” بعد تجاوزه ضدّ طفلتيْن من ذوات البشرة السمراء، الجدل حول فوضى الإعلام وما يشهده في السنوات الأخيرة من اقتحام مشاهير “السناب” هذا الوسط دون وجود أيّ تشريعاتٍ رسمية أو مظلةٍ نظامية يعملون تحتها؛ فزاحموا رجال بلاط صاحبة الجلالة حتى أصبح هناك نوعٌ من النفور والعزوف من النُخب الصحافية والثقافية عن المناسبات اليومية وخلافها حتى إن بعضهم تُدفع لهم فواتير مفتوحة؛ ناهيك عن باقي المغريات، والصحافي يأتي لينقل الحدث للعامة من منطلقات وطنية وأخلاقية وشغف للمهنة.
كتب كثيراً عن مشاهير “السناب”، وسلّط الضوء على كثيرٍ من سقطاتهم المدمّرة للمنظومة الأخلاقية والمجتمعية؛ فضلاً عن انفلات سوق الدعاية الذي هو -بلا شك- فرعٌ من الإعلام وله نظامه الخاص، فجولة بسيطة بـ “تويتر” تجد عشرات الفيديوهات لمَن يسمون أنفسهم “مشاهير” يعلنون لمساحيق تحمل ادعاءات طبية خطرة، فأصبح الوسطان “الإعلام والدعاية” منزلاً بلا أبواب يفد إليه كل باحث عن شهرة أو حتى “لقمة عيش” ،”واللي ما يشتري يتفرج..!” لكن الأمر يبدو مقبولاً نوعاً ما عندما يدعو صاحب مطعم أو كوفي أو متجر “سنابي” معظم متابعيه من شرائح عمرية معينة، إلى تغطية إعلان عن “شاورما” من طراز جديد وشكل شهي!! والدفع حسب نوع الدعاية، فقد تكون صريحة ومباشرة والمبلغ وسط، وقد تكون على طريقة: “اليوم أكلت بالمطعم الفلاني وحصّلت عندهم وجبة لذيذة..!!!”، ثم يبدأ يتحدث عنها ويذكر محاسنها وفوائدها الصحية وكأنه جاء بما لم يأتِ به السابقون واللاحقون!!! وهذا بلا شك أخطر أنواع الدعاية وتُجرّم في بعض الدول “الدعاية غير المباشرة”، لكن غير المقبول تمرير الدعوات لهم بالمناشط الحكومية، فأصبح عددهم من الجنسين ضعف الصحافيين!!
حتى يوم أمس والكثير يناقش فوضى الإعلام وما آلت إليه الأمور، وقد تحدثت الأكاديمية الإعلامية الدكتورة ناهد باشطح؛ مؤكدة أن المحك هو “المحتوى” لكنها في الوقت نفسه رأت عدم ترك المجال مفتوحاً هكذا بلا ضوابط، واقترحت وجود رخصة أو ما شابه لرواد “السناب”، فمع كثرة تطبيقات التقنية والانفتاح الرقمي أصبح الكثير يقع في فخ عدم التفريق بين المشهور والمؤثر، فلا شك أن هناك “سنابيين” أصحاب محتوى جيد ويقدمون رسائل نوعية، لكن هل دورهم تغطية المناسبات الرسمية وتحت أيّ مظلة يعملون؟ وخاصة أن بعضهم يدخلون في تفاصيل دقيقة وأماكن أمنية تتطلب وجود أذونات رسمية.
وقبل أشهر حدث صراعٌ محتدمٌ بين الإعلاميين و”السنابيين” بعد حديث الزميل عضوان الأحمري؛ عن تبني الجهات الحكومية لهم ودعوتهم حتى باتوا يجلسون على المقاعد الأولى في المحافل، بينما الصحافيون قد لا يجدون مقعداً “لو على الأطراف”، ويوم أمس على وقع فيديو “تجاوز الفتاتين” بات الرهان على المؤسسات الصحافية المعروفة والمرخصة المُطبّقة لأخلاقيات العمل الإعلامي، وأصبحت الضرورة مُلحة لضبط عمل هؤلاء حتى لا نجد السعودية في ذات يوم بلا صحف ولا أقلام صحافية تنقل المنجزات الوطنية، فالمواطن الخليجي والعربي يعرف أخبار وقفزات الوطن عن طريق القنوات الرسمية لا عن طريق مشاهير “السناب”!!