المقالات
العمل الإنساني ينهض بالمجتمعات ويرتقي بالفرد نفسه
بقلم الكاتبة/ د. وسيلة محمود الحلبي
|
“لنجعل من العمل الإنساني أسلوب حياة”
يحثنا ديننا الإسلامي دائماً على فعل الخير ومساعدة المحتاجين أينما كانوا.
كما يحث على التضامن والتلاحم والإيثار ومساعدة الغير مهما كان جنسه، أو لونه أو عمله، وتؤكد المجتمعات العربية والإسلامية عطاءاتها الإنسانية المتجذرة في تاريخها، ضمن برامج متنوعة، سواء كانت بسبب تفشي الأمراض أو حدوث الكوارث الطبيعية أو اندلاع الصراعات والحروب التي ينتج عنها الفقر والتشرد واللجوء إلى المخيمات في بقاع الأرض كافة. والعمل الإنساني لا حدود له، لأن القيمة الإنسانية واحدة للجميع دون إستثناء عرب أو عجم فهم سواسية كأسنان المشط.
ويعتبر اليوم العالمي للعمل الإنساني هو أحد الأيام الدولية الذي يحتفل به في 19 أغسطس من كل سنة ليتذكر العالم بإجلال العاملين في المجال الإنساني. والعقبات والتحديات غير المسبوقة التي يواجهونها أثناء أداء مهامهم الإغاثية، ومحاولة الوصول إلى الناس في 54 دولة ، ومساعدتهم أثناء الأزمات الإنسانية مثل السيول والفيضانات والزلازل والحروب والنزاعات وتفشي الأوبئة. وقد جاء الإحتفال بهذا اليوم بناءً على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، رقم 63/ 139 تحت عنوان “تعزيز تنسيق المساعدة الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة في حالات الطوارئ” في 11 ديسمبر 2008.
و”الإنسانية” شعور وإحساس رائع وهي مجموعة من الأفكار والتصرفات الحميدة الصادرة عن الفرد والتي تدمج ما بين العقل والروح، لتُبين أهمية وجود الإنسان وقيمته في المجتمع. وهي صفة تجمع جميع أبناء الجنس البشري، وتدلّ على الصفات التي تميّز الإنسان عن غيره ، من المخلوقات من القدرة على الحبّ والرحمة وإبداء المشاعر اللطيفة في تعامل الناس بين بعضهم، كتقديم المساعدة للآخرين ودعمهم.
والعمل الإنساني هو بمثابة الجهد التطوعي الفني، والمادي، والمعنوي، والعلمي، والاقتصادي الذي يقدمه الفرد، إلى الأفراد الأخرين، الذين يعملون للنهوض بالقضية الإنسانية، وللأفراد الذين قضوا نحبهم أثناء أداء مهامهم.
ويخدم العمل الإنساني كلا من كبار السن، والأيتام ، وذوي الإعاقة، وأصحاب الاضطرابات العقلية والنفسية وغيرهم ممن يحتاجون لهذا العمل الإنساني النبيل . كما أن العمل الإنساني يعود على مقدم المساعدة والمتلقي في الوقت بالنفع والخير ،
فالعمل الإنساني يذكر الفرد بإمكاناته وقدراته، ليس المادية فقط، كما أنه يوسع آفاق التفكير، كونه يتطلب البحث عن حلول، وأجمل ما في العمل الإنساني التطوع. وأبوابه مفتوحة أمام الجميع .
فلنجعل من العمل الإنساني أسلوب حياة .