فن وثقافة

مناقشة رواية “عبد الناضر” للروائي / محمد عواد في صالون “في حضرة الإبداع”

 

تابعها
المستشار الأعلامي
صموئيل نبيل أديب

 

تم مناقشة رواية “عبد الناضر” وفي حضور لفيف من النقاد، والجمهور، وكثير من مداخلتهم النقدية، التي أثرت الرواية تحليلا وقراءة لأغوارها، وعوالمها… أدارة الندوة دكتوره شيماء عماره..
و حضرها لفيف من كبار النقاد.. ومنهم الناقد الدكتور/ حسام عقل أستاذ النقد بكلية التربية جامعة عين شمس،
والأستاذ الدكتور / حسن مغازي، أستاذ الأدب والنحو والصرف بآداب جنوب الوادي،
والأستاذ الدكتور / أحمد فرحات، أستاذ النقد بالجامعات السعودية، والسيناريست السوري الكبير، مبدع المسلسلات السورية الدكتور/ محمد خير الحلبي،

ولقد بدأ الدكتور “احمد فرحات” المداخله قائلا …. :
رواية نقديه لبعض مظاهر المجتمع. نتحدث عن هذا العمل الأدبي الذي استطاع أن يقدم فيه شخصيات حقيقه و حيه. و أنا أظن أن مي سيذكرها التاريخ دائما. انتقي الكاتب منطقه خطره و تحدث عنها و هذا هو موطن جمال الرواية وتم تسليط الضوء فيها علي المهشمين في الارض.. بانتقائه لهذه المنطقة التي في الرواية..
ونوه الناقد “فرحات”، كما أنه ليس للشاعر مجال محدد يكتب فيه كذلك الروائي ، يكتب ما يشاء بالطريقة التي تناسبه .
وقال متحدثا عن مزاياها”:-
قدم موضوعا للمهمشين. القي عليه الضوء بحرفية عالية وبإتقان ماهر.. اعتمد نسقا سرديا واضحا جليا.. تاركا للقارئ مساحه يتحرك فيها. ولكنها ضئيلة
لذلك يجب أن يترك المبدع مجالا للجمهور يعيشه معه
و تحدث عن اسم “عبد الناضر” أو عبد “الناصر” بما فيهما من لبس، وعليه أن يحذر من هذه النقطة .
كما قال أيضا : التقي بالواقع ووصفه وصفا دقيقا. وتعد الرواية فنا ليس للتسلية، ف “محمد عواد” لا يكتب موضوعا بهدف التسلية في كل أعماله، .. صورها تصوريا جيدا.. كان يجب أن يبدا “عواد”، وهو يعطي طرف السرد إلى ابطال روايته، ولا يتقمص دور السارد العليم في كل أجزائها..
لقد امسك بكل خيوطها، وعليه أن يبعد كل البعد عن فكرة الراوي العليم الذي يمسك بكل الخيوط في يده..
وحتى يصل لذروة الكمال، يجب ان يختفي الراوي من الرواية.. و محمد عواد التزم بفكره الراوي العليم متعمدا..

2-فكرة الترتيب الزمني. الزمن في الرواية كان يسير سيرا منطقيا.. حيث ذكر السنوات منذ بداية الميلاد.. و كان يمكنه ان يبدأ من المنتصف او من النهاية
اشكر محمد عواد انه قدم لنا هذا العمل الرائع،

======
ثم قدم الناقد السيناريست السوري الدكتور محمد خيري الحلبي رؤيته النقدية، وابدى اعجابه بالراوي والرواية، ثم قال:

العاشق الذي حرم من محبوبه متعطش لان يسمع اخبارها.. الذي يدافع عن حقه متعطش للنصر.. والجمهور متعطش لمعرفة ما تخفيه طيات هذه الرواية، كان ارواء العطش هو السمة الميزة لها، وقد نجح الكاتب في الأمر، فجعل الراوي، القارئ يسير خلف الأحداث متعطشا ان يصل الي الارتواء
انا احدثكم عن الرواية من 240 صفحه تحكي حكاية فيها قصص عن مكان معادي للأبطال. مكان وأنت تقرئه تشعر بالاشمئزاز. تكرهه. البطل القبيح فيها هو التقاليد المسمومة، هو التشرذم، هو الموت على الهوية، مثله مثل ما يحدث في كل الاقطار العربية..
غير انه، يجذبك في الرواية ايضا، اشمئزازك من المكان. والزمان، وغريب ان يحدث هذا مع القبح…
و اعجب الدكتور الحلبي، بمشهد الاطفال الذين ينتظرون قدوم ميت، ليمكنهم الامر من الحصول على الرحمات، ووصفه بانه كمن يلتاذ بالموت، لأجل الحياة !!!
كما نوه بسؤال الطفلة للشيخ “مهدي”، حين سالته من هو الله ؟، وكيف بسط لها الامر وهو يجيبها، فاخبره عنه، بانه هذا الملك الذي يحب الاطفال، ولا يرد دعوة لهم، وسيدخلهم الحديقة التي في السماء، وما بها من خبز طازج، وثمرات البرتقال، وحلوى السمسمية، وحين اخبرها عن النار، بانها الحفرة الكبيرة، المشتعلة بالحطب، التي سيلقي فيها الله من يصفعون الاطفال على وجوههم!!!
وقال، أن الكاتب لعب لعبته الدرامية، باقتدار مبهر، فالسرد جعل القارئ يتذكر كتاب “حي بن يقظان ” الذي يسرد قصة بحث الإنسان عن الله..
واتفق الدكتور الحلبي، مع الدكتور احمد فرحات أن الرواية منهجية تتبع الرواي العليم.. وأراد فيها أن يقول: أن اعظم علوم أوطاننا، هو علوم جهلها…
وتحدث عن نقطه الساقية…فقال
وأحسد الكاتب علي قدرته الرهيبة في توثيق الاحداث داخل الساقية ، وطبيعتها واغوارها،
فبخصوص المكان.. ما لا فيه شك أبدا انه هناك فهم مطلق برمزيه المكان مثل الروايات العالمية التي تظهر المكان خراب و بينما ندخل في الرواية، فنشعر نكتشف أننا ملتصقون بالحياة فيه..
ثم قال: ماذا تريد أن تقول الرواية؟
الروائي متكبر بملامح سرده، لا يذكر معظم اسماء الأبطال و استمر في كناياته، مثل العمه و الخال و ابن عمها. ولربما لم يذكر ايماء الذين وجد انهم بفعالهم، لا يستحقون الذكر، إلا بوشيجة القربى، التي لم يراعوا حقوقها، ومنهم شقيقها. التي كانت تحممه وتطعمه وتلقي وعاء بوله خارج البيت، فلم يكافىها غير صفع وقتل..
مناطق جميله بالسرد. استطاع ان يصف العشق بدون أن يذكر كلماته كما قالوا قديما ان الشاعر هو من استطاع يجعل المسموع مرئيا….

====
ثم اتت مداخلة الروائي السعودي “احمد الشدوي” ، فقال :-
ان اختيار نقطه منزويه حتي عن أعين الناس المتواجدين في هذه المنطقة. هو نقطة جيدة تحسب للراوي، ف الروائي يكون روائي متى القى الضوء على جزء غير مرئي لا يراه الناس ..ويحسب له اختياره لبيئته لكي يكتب عنها..
وعليه،فرساله الكاتب كانت واضحه جدا من اول الرواية.. لأنه حدد المكان و الزمان من البداية
واظن ظن يقين، ان هذه الرواية جاء بعض منها تقلا عن حقيقة. يخفيها الكاتب لحاجة في نفس يعقوب…
لكنه اخذ على الكاتب اتهامه للشيخ، بأنه يمثل عليهم تدينه، فرد عليه، قائلا” يا سيدي لقد قلت ربما، والكلمة تبرئني من الامر” فضحك جميعهم،
ثم انهى مداخلته، “أارك للكاتب في الحقيقية علي هذا العمل المتفتح القوي”

=====
ثم اتت مداخلة الكاتب الكبير “سيد جعيدم ” فقال:-
الرواية فيها رساله مهمه جدا و أي شخص عاش في الجنوب يشعر بالرواية بشده.. يتحدث عن فئة تشعر أن دمهم نقي ولا يصح أن يختلط بالآخرين.. بالرغم من جهلهم بأبسط قواعد دينهم كمثال حتي عدم معرفتهم بقواعد الصلاة…
اسم “عبد الناضر”. أنا جدتي حين كنت أذهب البلد كانت تقول يا نضري يا خويا اي نضري جايه من النظر او الانتظار. اذا اسم عبد الناضر ليس من اسماء الله الحسنى .. ولكنه اسم مكان. و اسم الجد هو بطل الرواية.. الجد الذي يحجون له في اي مشكله..
الكاتب يلقي الضوء علي نقاط كثيره و ذاكر تفاصيل التفاصيل و هي تعجبني كقارئ وربما هي لا تعجب الناقد..
===
ثم قدم الروائي/بسري ابو القاسم فقال،
الأحداث سريعة و المواقع قليله و هذا يحسب للكاتب..
الجزء الثاني منها فيه اطناب لا يتفق مع سرعه الجزء الأول..
وقال، ان الراوية بينها اتفاق كبير وبين قصة ذئاب الجبل
ا=====
ثم اتت مداخلة الناقد الكبير دكتور حسام عقل، فشرحها الرجل تشريحا عالم قدير وقال:-
بعد طول غيبة خرج إلينا محمد عواد بهذا النص الرائع و الجميل. وانا هنا لادعمه تماما، فهو رؤائي يستحق الدعم..
ولأنه جميل يجب ان اتعامل معه بأقصى درجات النقد.. لنحصل في النهاية على أديب كامل الإبداع…
وكما قال العبقري يحيى حقي. كيف يمكن أن تستقبل شلال ف فنجال قهوه…
محمد عواد حكاء بالفطرة و قاص رائع، و له ولعه بالتفاصيل .و كان يمكن اختصارها لولا اسهابه في تفاصيل سرده، لمائة وسبعين صقحة. ولعه بالتفاصيل نجم عنه تضخيم العمل.
تعرض لجرائم الشرف.. تتوازي قصة الشرف مع قصتنا عبد الناضر..
سقطت مي في الساقية كررها اكثر من مره. كأنه يذكرنا و يعطي للنص شكل البنية الفلكلورية.. تكرار مقصود لأنه يريد أن يسأل ضمائرنا هل سقطت فعلا.. و تكرر فعل السقوط خمس مرات في نهاية القصة. كرمز مهم..

الجديد هو صنعه تقطيرا فنيا.. محمد عواد يمتلك إيقاع. سقط في بعض الفصول التي أراد أن يفرض فيها حكمته..
لي خلاف مع العنوان فهو تركيز علي الماضي و ليس حاضر مي..
الرواية فيها من شخصيه محمد عواد شعرت ان محمد عواد يمسك ربابه و يحكي لنا القصة.. و هذا بالتأكيد نجاح له..
سقطت مي في الساقية .تكرار أصبح كقرار الأغنية
الساقية في ضمائرنا تظل تدور و تخفي ضحايا المجتمع و الحاضر و المستقبل..
محمد عواد مشروع مبدع كبير، يجب ان تولي منصات الثقافة الحكومية، اهتمامها بمن هو مثله، وتدعمهم، ولا يبقى دورها قاصرا على ما هى فيه..

 

مقالات ذات صلة

إغلاق