بقلم : د .ضيف الله مهدي
خالتي مريم هي البنت الثانية لجدي حسن بن رشيد وهي ولدت بعد أمي صالحة ، وقد أنجب جدي حسن بن رشيد بن علي بن محمد بن مهدي : ضيف الله وصالحة أمي ومريم ورشيد .. وتوفي وهو في ريعان الشباب، وتوفي خالي رشيد وهو طفلا ، ولم يبق من نسل جدي الآن إلا خالي ضيف الله بن حسن مهدي . خالتي هي أمي الثانية فقد قامت بنا أيام مرض أمي في كثير من الأيام .. وكانت أيضا أما لي عندما كنت طالبا في مدرسة بيّش الابتدائية بمبنى الشيخ جِبْرِيل جندلي ، فبيتها قريب من المدرسة . فكل ما أحتاجه كنت أذهب إليها حتى زوجها الوالد أحمد بن يحيى هملان يرحمه الله يذهب معي للمدرسة بدلا من والدي يرحمه الله الذي كان يعمل في البلاد الزارعة معظم الأيام ولا يعود للبيت إلا بعد صلاة العشاء متأخرا .. فهي أمي بحق وحقيقي والخالة أم . خالتي مريم لها أيادي بيضاء على الكثير من المحتاجين والمعوزين ، ولها تواصل دائم مع جيرانها وتعامل أكثر من رائع . في عيد الأضحى من كل عام يجتمع كل جاراتها عندها في الليل لعمل المحشوش فهي التي تقدر تضبطه ، وكنت أرى أطفال جيرانها يحملون إليها لحمهم في الصحون والقدور من بعد صلاة الظهر . تحمل قلبا لا يغضب ولا يحمل كرها ولا حقدا لأحد . ماتت ولا أظن أي جارة في قلبها مثقال ذرة من زعل عليها .. وهي تواصل كل أهلها وتزورهم حتى وهي لا تستطيع الحركة إلا بواسطة الكرسي !!
|