المقالات
اشتياق
أمل مصطفى
أحيانًا نصبر على الصمت؛ لأن هناك أشياء لا يعالجها الكلام ..!!
( في أضواء خافتة كان أحدهم يئن فى صمت ليقول : وأظل وحدي أخنق الأشواق فى صدرى فينقذها الحنين ، وهناك آلاف الأميال تفصل بيننا ، وهناك أقدار أرادت أن تفرق شملنا ثم انتهى ما بيننا وبقيت وحدي)
كم هي الأشياء التى نشتاق إليها، ولا نعلم هل تعود أم تبقى بوادي الذكريات تشعل ناراً من الحنين فى أنفسنا لانستطيع إخمَادها..!
حين تشتاق ويئن داخلك الحنين كم يكون الكون على اتساعه فراغ قاتل، وتزهد الروح فى نفسك وتكون في جَمعٍ آخر..!
فى الحنين لا فرق بين يومين أو عامين أو حتى عقدين، فحجم الاشتياق قد يفوق فكرة الزمن ..
نشتاق لهم، نحتاجهم، نشعر بضيق يخنق أرواحنا فنهمس فى داخلنا بعمق اشتياقنا لهم؛ خشية أن تعلو أصوات لهفتنا فيجرحنا صدودهم ..!!
يقول البحترى :
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ ، طارَ اشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ..!
كثيرا ما تأتي أصوات وصور من خلف الذاكرة تشعل حنين الشوق ومهما حاولنا تجاهلها ، تهمس لنا فى خبث.
كفاكم كذب فالحنين يمزقكم …!!
عند الاشتياق تأمّل نفسك تجد أنك لا تشتاق فقط إلى أشخاص أو أماكن بل تشتاق مشاعرك وإحساسك الذى كنت تشعر به ، حينها تشتاق روحك وبهجتها ..!
قد أشتاق نفسى ، أشتاق أحبة غيبهم القدر ، أشتاق حبيبا هجر ، أو أخًا أو صديقًا بعد ، أو من سافر ورحل ،
أشتاق رائحة ذكية لعشب مبلل بالمطر ، أشتاق لحياة معطرة بدفء أنفاس غالين لا تعوضهم الأيام ، فأسواء رحيل هو مَن يرحل عنك ولا يرحل منك ..!
وقد أشتاق عمرًا قد سُرِق…!!
فالاشتياق حكاية لا يمكن شرحها فى سطور….!
وعسى كل نفس صابرة يسقيها الله فرحًا يساوي الكون كله…