بقلم : د. ضيف الله مهدي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه أجمعين .. أحييكم جميعا بتحية اﻹسلام الخالدة .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد : فحديث النبي عليه الصلاة والسلام : (إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إمّا أن يحذيك وإمّا أن تبتاع منه وإمّا أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إمّا أن يحرق ثيابك وإمّا أن تجد منه ريحا خبيثة ..) رواه أبو موسى اﻷشعري رضي الله عنه .. وهنا بين لنا نبينا الكريم أنواع اﻷصحاب أو الجلساء ولأن الصاحب ساحب فقد يقلد الصاحب صاحبه ولأن هذا الجليس الصالح نشأ في أسرة ربته تربية جيدة ونشأ نشأة سليمة كان كذلك ثم التحق بمدرسة فيها معلمون قاموا على تربيته وتعليمه وواصلوا ما قامت به اﻷسرة وهكذا كان صالحا .. وذاك السيء هو لم يكن في اﻷساس سيئا مصداقا لقول نبينا الكريم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جمعاء ؟! .. ) . ولكنه نشأ في أسرة لم تهتم به وتلقفته اﻷيادي اﻷخرى فكان سيئا في سلوكه وطباعه .. ونادر بل النسبة 1 في اﻷلف أن يكون من ميلاده سيئا وذلك بسبب تكوينه والتشوهات والطفرات في الكروموزومات فكان مجرما أو عدوانيا وسيئا .. وحيث أن الشخص السوء السبب في كونه سيئا معروف فهناك إمكانية علاجه وتعديل سلوكه وإعادته ليكون شخصا صالحا .. ونحذر من الصاحب والجليس السوء وقال الشاعر : أنت في الناس تقاس بمن اخترت خليلا فاصحب اﻷخيار تنجو وتنل ذكرا جميلا وقال آخر : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي وفي كتاب العقد الفريد ذكر ابن عبد ربه أن سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام خرج في رحلة تحمله الريح حتى انتهى إلى قصر ووجد عليه نسر واقف فسأل سليمان النسر : منذ متى وأنت هنا ؟ فرد النسر : منذ سبعمائة سنة . وبالمناسبة فسليمان عليه السلام كان يفهم لغة الطير والحيوان ، والنسر الطائر القوي الملقب بسيد الطيور من الكائنات أو الأحياء التي يمتد بها العمر حتى تبلغ ( 1000 ) سنة وهومن الطيور القوية الذي يمكنه أن يحمل ويطير بصغير الفيل ، وله القدرة على الطيران من الشرق إلى الغرب في مسيرة واحدة دون توقف ، وأنثى النسر تسمى ( أم قشعم ) والمهم أن سليمان عليه السلام دخل القصر فوجد على أحد حيطانه منقوشا : خرجنا من قرى اصطخر إلى القصر فقلناه فمن يسأل عن القصر فمبنيا وجدناه فلا تصحب أخا الجهل وإيّاك وإيّاه فكم من جاهل أردى حكيما حين آخاه يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشاه وللناس من الناس مقاييس وأشباه وللقلب على القلب دليل حين يلقاه وللعين غنى للعين أن تنطق أفواه وعن القيّم ، فالقيّم كل اﻷفعال واﻷعمال والسلوكيات واﻷقوال اﻹيجابية الجميلة وتحتل القيم مكانتها لدى الفرد حسب حاجته إليها واهتمامه بها .. فيعطي الفرد أهمية ضئيلة للقيمة إذا لم يكن قد وصل بعد إلى المستوى أو الدرجة التي يعرف من خلالها مدى مناسبة هذه القيمة وأهميتها بالنسبة له ..!! وهناك مؤثرات أساسية في اكتساب القيم وهي : الـمؤثرات الاجتماعية والبيئية والـمؤثرات النفسية والمؤثرات البيولوجية .. وهناك ثلاثة مستويات للقيم هي : – مستوى التقبل: ويتضمن الاعتقاد في أهمية قيمة معينة .. وهو أدنى درجات اليقين . – مستوى التفضيل : ويشير إلى تفضيل الفرد لقيمة معينة .. وإعطائها أهمية خاصة . – مستوى الإلتزام : وهو أعلى درجات اليقين . وهناك أنواع للقيم وهي قيم إيجابية : مثل الصدق ، الانتماء ، الاعتذار عند الأخطاء ، الإنصاف ، التبين ( التثبت ) ، التفاؤل ، التواضع ، الطموح ، علو الهمة ، قوة الإرادة ، تحمل المسئولية .. والشعور بها ، كتمان السر ، النظام ، الوفاء ، الاحترام . وقيم سلبية : وهي : الكذب ، الوهن ، إفشاء السر ، الإجحاف ، الاتهام ، التشاؤم ، الكبر. (التعاون على الإثم والعدوان ) ، التكاسل والتقاعس ، ضعف العزيمة وضعف الهمة ، سوء الخلق ، التملص من المسؤولية ، إفشاء السر ، الخيانة ، الازدراء . شكرا جزيلا للشيخ هتان أبو جرة وللأستاذ علي معيد ولكم جميعا .. أتمنى أني أفدتكم بما أسمعتكم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
|